تراجعت الحكومة الألمانية عن عزمها منح أعلى وسام شرف في البلاد لمؤرِّخ إسرائيلي، وسط انتقادات لتقريره عن الإبادة الجماعية التي وقعت في البوسنة والهرسك، طبقاً لما أوردته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الجمعة المنصرم.
حيث قالت وكالة الأنباء الألمانية، إن وزارة الخارجية الألمانية سحبت ترشيحها لجدعون غريف (Gideon Greif) لنيل وسام الاستحقاق الألماني. وكانت بوابة الأخبار البوسنية klix.ba أول من نشرت خبر القرار، واستشهدت برسالة بعث بها المسؤولون الألمان إلى مؤرخ مقيم في ألمانيا.
كان غريف (70 عاماً)، المتخصص في تاريخ الهولوكوست، عضواً في لجنة دولية من المؤرخين نشرت، في يونيو/حزيران، تقريراً مطولاً أشار إلى أن قتل الآلاف من المسلمين في سربرنيتسا عام 1995 لا يعتبر إبادة جماعية.
لكن الكثير من المؤرخين الآخرين رفضوا هذا التقرير، الذي كلف به زعيم صرب البوسنة المتشدد ميلوراد دوديك.
هذا المؤرخ الإسرائيلي معروف بأنشطته الموالية للصرب، وفق الكثير من التقارير.
كان مكتب الرئاسة الألمانية قد أعلن في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أنه سيُجرى مراجعة قرار التكريم المثير للجدل بالتنسيق مع وزارة الخارجية الألمانية. ولم تعلق الرئاسة على الموضوع.
مأساة إنسانية
يذكر أن القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش دخلت سربرنيتسا، في 11 يوليو/تموز 1995، بعد إعلانها منطقة آمنة من قبل الأمم المتحدة.
حينها ارتكبت القوات الصربية، خلال أيام، مجزرةً جماعيةً راح ضحيتها أكثر من 8 آلاف بوسني، تراوحت أعمارهم بين 7 و70 عاماً، بعدما قامت القوات الهولندية العاملة هناك بتسليم عشرات آلاف البوسنيين إلى القوات الصربية.
يشار إلى أنه في عام 2007، قضت المحكمة الجنائية في لاهاي، باعتبار ما حدث في سربرنيتسا "إبادة جماعية"، في ضوء الأدلة التي حصلت عليها من المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.
إلا أن زعماء الصرب في البوسنة وصربيا المجاورة قلَّلوا من شأنها وأنكروها في بعض الحالات، رغم الأدلة الدامغة والمؤكدة التي تُثبت وقوعها.
فيما أقر الممثل السامي للبوسنة والهرسك فالنتين إنزكو، في 23 يوليو/ تموز الجاري، تغييرات على تشريعات البلاد لحظر إنكار تلك الإبادة الجماعية، وتحديد عقوبة لذلك بالسجن تصل إلى 5 سنوات، وذلك في إطار جهود لمواجهة محاولات "صرب البوسنة" لإنكار هذه المذبحة البشعة.