مع وصول الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوج إلى أنقرة، تحوّلت منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" إلى ساحة للهجوم على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان؛ عبر تداول مقاطع فيديو من تصريحات سابقة لها، ظهر خلالها بمظهر المدافع عن القضية الفلسطينية.

أحد المقاطع التي تم تداولها كان أردوغان يتحدث فيه عن أنه رأى المسجد الأقصى في الحلم، قائلًا: "رأيت بالمسجد الأقصى في الحلم.. كان طفل صغير يبكي، جثوت على أرضه ووضعت جبهتي فكأن نهرًا كان يهدر تحت الأرض وعيونه متوقفة تنظر إلى الطريق يقول أين هم إخواني فليخرجوا صوتًا.. هل نساني الجميع وأنا قبلتهم الأولى وقبلة الأنبياء؟".

فيديو آخر انتشر على صعيد واسع لأردوغان، تحدّث خلاله عن أن التاريخ لن يسامح من وصفهم بـ"الخونة" في معرض حديثه عما أسماهم "دفاعهم عن القدس"، وقال في تلك الكلمة التي قاطعها الحاضرون للتصفيق لأكثر من مرة: "القدس هي قضية المسلمين كافة وهي فخر وشرف المسلمين.. القدس هي البلدة المقدسة في الكتب الثلاث السماوية".

حديث أردوغان ذلك كان بخصوص صفقة القرن التي كان قد أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقد: "مهما كانت الاتفاقية فهي ليست شرعية ولا قانونية وليست مقبولة على الإطلاق وعلى كل الدول ومن لديهم وجدان وضمير أن يدفعوا عن القدس وعن فلسطين ونحن لا ندعم أي طرف يريد تشويه القدس وفلسطين".

أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2019، وقف أردوغان ممسكًا بصور لخرائط تُظهر توسع مساحة دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الأراضي الفلسطينية، وقال - بصوت مرتفع: "إسرائيل تكبر وحدودها تكبر وفلسطين تصغر ومساحتها تصغر.. الآن وصلنا إلى مرحلة انعدام فلسطين".

كما انتشر مقطع فيديو آخر نشره حسابٌ يقول صاحبه إنّ أردوغان كان أول رئيس لدولة إسلامية، يزور متحف الهولوكوست الذي أقامته دولة الاحتلال الإسرائيلي للتذكير بضحايا اليهود على يد النازية كان ذلك عام 2005، وقد التقى آنذاك حكومة الاحتلال آنذاك أرئيل شارون، وقد أظهر الفيديو حجمًا كبيرًا من الدفء والحرارة في ذلك اللقاء.

واستقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نظيره الإسرائيلي بمراسم رسمية في العاصمة أنقرة، بحضور وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو، ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن، ومسؤولين آخرين، إلى جانب فرقة الخيالة التي رافقت الضيف حتى بوابة البروتوكول في المجمع الرئاسي، حيث كان في استقباله أردوغان.

وأُقيمت مراسم استقبال رسمية للضيف في ساحة المجمع الرئاسي، حيث تم عزف النشيدين الوطنيين، وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بالضيف.

بعد ذلك، حيّا هرتسوج حرس الشرف، ثم التقط الزعيمان صورًا أمام علمي بلديهما قبيل توجههما لعقد اجتماع ثنائي يعقبه مؤتمر صحفي مشترك.

وبثت وسائل إعلام حكومية، مقاطع فيديو أظهرت ما وُصف بأنه "استقبال حافل" للرئيس الإسرائيلي الذي تهدف زيارة وفق إعلام تركي، إلى إعادة الحرارة إلى العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بعد أكثر من عقد من التوتر.