طلب رئيس الأركان، أفيف كوفاخي، من الجيش الإسرائيلي تسريع التحضيرات لشن هجوم مُحتمل ضد إيران، فيما أعلنت طهران عن أن قواتها أجرت تدريباً يُحاكي مهاجمة مفاعل ديمونة النووي في الأراضي المُحتلة.
جاء ذلك بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية (مكان)، امس الأحد، عن "إذاعة الجيش الإسرائيلي"، التي أشارت أيضاً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي يجري تعديلات على "البرامج التدريبية والتأهيلية للطيارين والملاحين".
أضافت الإذاعة بأن "التعديلات ستنعكس في الجزء الأكثر تقدماً من تدريب الطيارين قبل أن يصبحوا لائقين للنشاط العملياتي"، وأوضحت أنه "سيتم تغيير عملية التدريب بحيث تكون أكثر انسجاماً مع مخطط الأنشطة العملياتية الخاصة بشن هجوم على إيران".
كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت، في وقت سابق هذا الشهر، أن وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، أبلغ الولايات المتحدة أنه أصدر تعليماته للجيش، بالاستعداد للخيار العسكري ضد إيران.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية قالت إن غانتس "أبلغ نظيره الأمريكي لويد أوستن، ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال لقائه معهما الخميس، 9 ديسمبر/كانون الأول 2021 في واشنطن، أنه أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لهجوم على إيران".
اقرأ/ي أيضاً: الرئيس اللبناني: بلادي تحتاج 7 سنوات للخروج من الأزمة
أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل "ما زالت تنظر إلى الحلّ العسكري (…) على أنه الخيار الأخير، وذلك في حال فشل الاتصالات الدبلوماسية" حول البرنامج النووي الإيراني.
في السياق ذاته، قال مصدر دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة "جيروزاليم بوست" إن "الأمريكيين لم يعبروا عن معارضتهم للاستعدادات الإسرائيلية لهجوم ضد إيران عندما أبلغهم غانتس بذلك"، وأضاف المصدر الذي لم تسمه الصحيفة: "لم يكن هناك فيتو"، وفق قوله.
بالموازاة مع ذلك، قالت وسائل إعلام إيرانية إن تمرينات أجرتها القوات الإيرانية تُحاكي مهاجمة طهران لمفاعل ديمونة الإسرائيلي.
وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، قالت امس الأحد، إن "القوة الجوفضائية التابعة لحرس الثورة الاسلامية أجرت محاكاة الهجوم على مفاعل ديمونة النووي في الكيان الصهيوني في مناورات الرسول الأعظم (ص) المشتركة الـ 17 التي جرت جنوب إيران قبل أيام".
أضافت الوكالة أنه "تم في هذا التمرين استهداف الانموذج المحاكي للمفاعل بـ 16 صاروخا باليستيا و 5 طائرات مسيّرة انتحارية بنجاح ودقة عالية جداً".
كانت إسرائيل قد هددت مراراً بأنها ستقابل أي هجوم عليها بـ"رد قاسٍ"، ويوم الأحد 19 ديسمبر/كانون الأول 2021، قال القيادي الكبير في "الحرس الثوري" الإيراني، غلام علي رشيد، إن بلاده "سترد رداً ساحقاً"، على أي هجوم قد تشنه إسرائيل على أراضي الجمهورية الإسلامية.
اقرأ/ي أيضاً: شهادات مهاجرين لـ "أركان": الرحلة من تركيا لليونان خدعة مأساوية كبرى
وكالة "نور نيوز" الإيرانية، التابعة لأعلى جهاز أمني في البلاد، نقلت عن رشيد قوله على هامش تدريبات عسكرية: "قواتنا المسلحة ستهاجم على الفور جميع المراكز والقواعد والطرق والمواقع التي استُخدمت لتنفيذ الاعتداء".
تأتي هذه التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب، بينما لم تحقق بعد المفاوضات في فيينا حول إعادة إحياء الاتفاق النووي تقدماً كبيراً، وتنفي إيران السعي إلى صنع أسلحة نووية، وتقول إنها تريد أن تبرع في التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.
لكن مطالب كبيرة قدمتها حكومة إيران الجديدة خلال المحادثات زادت شكوك الغرب في سعي طهران لكسب الوقت، فيما تطوّر برنامجها النووي.