جلب الاحتلال الإسرائيلي خلال عام 2021، في حملة سرية، عشرات المواطنين الإثيوبيين من إثيوبيا التي تجري فيها حرب أهلية، وعند وصولهم اكتشفت أن معظمهم ليسوا يهوداً.
وقد علمت “هآرتس” أن سلطة السكان والهجرة اعتبرت العملية التي عرضت حياة الناس وعلاقات إسرائيل الدبلوماسية مع إثيوبيا للخطر «مؤامرة» مخططا لها استغلت المنظومة.
إحضار باقي اليهود في إثيوبيا
وكانت حكومة الاحتلال السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو صادقت قبل عام على إحضار باقي اليهود في إثيوبيا، وفي إطارها أُحضر نحو 2000 من يهود “الفلاشمورا” وانتهت العملية في مارس عام 2021.
ومع بدايات الصراع في تيجراي، وردت معلومات للسلطات الإسرائيلية أن هناك مجموعة من أصول يهودية حياتهم مهددة بالخطر، ووافقت الحكومة الإسرائيلية على استقدامهم، ولكن حين بدأت إجراءات التوطين، حامت الشكوك حولهم، فعندما هبطت طائرة خاصة في مطار بن غوريون في هذه السنة، فإن انفعال حفنة من المشاركين الذين عرفوا عن وصولها، كان كبيراً.
خداع الموساد
وبحسب صحيفة «هآرتس» فإنه “حين بدأت السلطات في التحقق من أصول الـ61 إثيوبيا، أسكنوا في مركز استيعاب في «كيبوتس بيت الفا»، توصل تحقيق سري إلى أن المهاجرين غالبا ليس لديهم أصول يهودية على الإطلاق، ولم يعيشوا قرب مناطق النزاع، وأن حياتهم لم تكن مهددة بالخطر، وأنهم ربما لم يكتبوا الحقيقة في أوراق الهجرة»، مشيرة إلى أنه «حين حاولت السلطات معرفة مصدر قائمة أسماء المهاجرين، اكتشفوا أن 53 اسما جاءت من رجل أعمال إسرائيلي واحد، باسم ساركا تسيوم، ليس معروفا على الإطلاق في تيجراي، حيث أراد أن يجلب إلى الأراضي المحتلة، طليقته وأشخاصاً سعياً ليديروا أعماله في “إسرائيل”.
ووصفت سلطة الهجرة الإسرائيلية الحدث بالفشل الكبير، حيث تعرضت حياة عناصر الموساد للخطر في سبيل إحضار من كان يعتقد بأنهم يهود ليتبين بعدها حجم التضليل الذي مورس على عملاء الموساد.
سيبقون في البلاد
وحسب فحص أجرته «هآرتس»، فإن تسيوم هاجر إلى إسرائيل من إثيوبيا في 1996 وهو ليس شخصية معروفة في الجالية التيغرية في إسرائيل.
وبحسب مصادر رسمية في إسرائيل فإن فحص سلطة السكان والهجرة تم بشكل متسرع وبدون أن يتحدث موظفوها مع كبار ممثلي الطائفة التايغرية في البلاد، الذين يعرفون أشجار العائلة ويعرفون الجذور اليهودية للقادمين. وسواء تعلق الأمر بعائلات لها جذور يهودية أم لا، فإن القادمين من إثيوبيا سيبقون في البلاد، هذا ما قالته مصادر عليا في الحكومة.
الحديث عن تهجير قرابة 10.000 شخص
ويدور حاليا الحديث عن قرابة 10.000 شخص ينتظرون لم شملهم مع عائلاتهم في إسرائيل، هؤلاء الآلاف لم يعتبروا بعد مهاجرين يهودًا جددًا، حيث لم تنته عملية تحولهم إلى الديانة اليهودية.
ودار نقاش بين وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أيلييت شاكيد، مع وزيرة الهجرة والاستيعاب، بنينا تامانو شطا، ومسؤولين آخرين حول إمكانية هجرة اليهود الإثيوبيين، في أعقاب الحرب الأهلية في البلاد.
وثيقة سرية
فيما كشف موقع «واينت» عن وثيقة سرية بعثت إلى ديوان رئيس الحكومة ووزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلي، أقرت بأنه لا توجد خطورة تهدد حياة اليهود في إثيوبيا الذين ينتظرون إحضارهم إلى إسرائيل.
وأشارت الوثيقة إلى أن المطالبات بتسريع إحضارهم إلى إسرائيل تهدف إلى خلق ضغوطات على المستويات السياسية العليا.
موقف سياسي تام
وأضافت الوثيقة أنه رغم الواقع الصعب في إثيوبيا، عملية إنقاذ يمكن أن تتسبب بمواجهات أمام السلطات الإثيوبية وتعريض حياة المنتظرين إلى الخطر.
من جانبها، هاجمت وزيرة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، بنينا تمو شاتا، الوثيقة الصادرة عن مجلس الأمن القومي، قائلة: “الحديث لا يدور عن تقدير أمني- إنما عن موقف سياسي تام”.
وكشفت مصادر حكومية إسرائيلية أنه يخطط حاليا لعملية أخرى لإحضار اليهود من مناطق القتال هناك في عملية يعارض مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تنفيذها خشية التباس الأمور كما حصل مؤخراً.