حاول المحلل بصحيفة معاريف “ران أدليست” الدخول إلى عقل صُنّاع القرار الإسرائيلي وقت اتخاذهم قرار تصنيف ست منظمات للدفاع عن حقوق الإنسان كتنظيمات إرهابية، إذ يعتقد الكاتب أن بيني جانتس لم يفكر وإنما تصرف بصورة أوتوماتيكية، واعتبر المحلل ما جرى مناورة سياسية وليست أمنية، معتقدًا أن شيئًا لن يتغير من ناحية سلوك المنظمات والداعمين لها في العالم، وأن دولة إسرائيل هي التي ستحصد الارتدادات.

ورأى الكاتب أن أي محاولة لتقديمها كتنظيمات إرهابية ومنع نشاطها سيُصور كمحاولة أُخرى للإساءة إلى جمهور أعزل، وهذا الأمر سيضر بقدرة إسرائيل على المعالجة الدبلوماسية والدعائية للإرهاب الحقيقي.

ويرى أدليست أن المنطق الوحيد وراء لصق وصمة الإرهاب هو على ما يبدو الضرر الدولي الذي تتسبب به هذه المنظمات لسياسة حكومة إسرائيل، هذا الضرر هو أكبر من انتفاضة فتاكة، إذ تنشط هذه المنظمات في المجال الدولي وهي تشرح نشاطها وطلباتها من أجل الحصول على مساعدات من خلال تقديم مواد قاسية تتناول واقع الاحتلال. لهذه المعلومات قوة عاطفية تستغلها منظمة BDS والدول التي تريد حل الدولتين.

ويعتقد  الكاتب بأن الهدف من القرار الإسرائيلي هدف سياسي بامتياز وليس أمنيًّا، لا سيما وأن اللجنة الاستشارية لجانتس معظم أعضائها ليسوا من ذوي الخلفيات الأمنية، وإنما هم رجال سياسة في المقام الأول، ومن ثم فإن القرار نابع من وجهة نظر سياسية بشكل كبير، وجرى إغفال الجانب الأمني لتبعاته.