تصل سيارات الأجرة تباعاً عند الجانب الفلسطيني من معبر بيت حانون "إيرز" تقل مئات العمال الغزيين القادمين من مختلف محافظات غزة، ممن يمتلكون تصاريح للدخول إلى إسرائيل بصفة تاجر.
ويمتلك جميع هؤلاء تصاريح تجارة لكنهم يعملون ضمن بند العمالة لدى مشغلين إسرائيليين وبآلية عمل تتنكر تماماً لحقوقهم كعمال وأجيرين وفق قوانين العمل الإسرائيلية.
ويتلقى هؤلاء أجوراً مرتفعة مقارنة بمداخيل عمال قطاع غزة، لكنها أقل من تلك الأجور التي يتلقاها عمال آخرون يعملون وفق قوانين العمل الإسرائيلية.
اقرأ/ي أيضاً: الأسير أبو هواش يتحدى التهم السرية
ولوحظ، أول من أمس، نشاط غير معتاد لحركة السير والمارة وحتى البائعين الجائلين عند ما يعرف بحاجز (4/4) المجاور للمعبر، بالتزامن مع توجه غالبية هؤلاء العمال لبدء أسبوع عمل جديد في مختلف القطاعات بداخل الخط الأخضر.
وقال العامل مدحت أحمد (35 عاماً) من حي تل الهوا بغزة لـ"الأيام" إنه يعمل في مجال النظافة في أحد محال البيع الكبيرة في بئر السبع، مشيراً إلى أنه حصل على تصريح تاجر قبل نحو شهر.
وأضاف إنه كان يعمل في مجال صيانة المركبات بغزة قبل صدور التصريح بأجرة لم تزد على 100 شيكل أسبوعياً، لكنه يتلقى أجراً يفوق 1400 شيكل أسبوعياً نظير عمله في النظافة.
من جانبه قال العامل رامز الشيخ (40 عاماً) الذي يعمل في مجال الخياطة إنه حصل على تصريح تاجر لكنه يعمل أجيراً في أحد مشاغل الخياطة داخل الخط الأخضر.
وأضاف لـ"الأيام" إنه انتظر فترة طويلة حتى حصل على هذا التصريح الذي مكنه من الدخول لإسرائيل، لافتاً إلى أن تكلفة الحصول على التصريح فاقت ثلاثة آلاف شيكل.
ويقدر عدد المواطنين الذين يمتلكون تصاريح دخول إلى إسرائيل بنحو سبعة آلاف مواطن من بينهم نسبة قليلة من الذين يعملون كتجار فيما صنفت الغالبية بأنهم يعملون ضمن بند العمالة لدى مشغلين إسرائيليين.
وينتظر عشرات آلاف المواطنين صدور تصاريح مشابهة عقب أن تقدموا ببياناتهم إلى الجهات المختصة في غزة استناداً لتوجيهات من وزارة العمل بغزة.
من جهته أكد العامل محمود "ن" من بيت حانون، أنه يعمل في مجال البناء ويبيت أسبوعياً في محل عمله في منطقة "تل أبيب" لافتاً إلى أن عمله في هذا المجال غير قانوني وفق ما ينص عليه التصريح الذي يحمله لكنه مضطر لذلك بسبب وقف عمله في مجال التجارة.
وأضاف إنه حاصل على تصريح منذ سنين طويلة وكان يعمل في تجارة قطع غير السيارات، لكن تجارته كسدت بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية بغزة، وتكبد خسائر مالية كبيرة، مشيراً إلى أنه فضل العمل كعامل بأجرة لا تقل عن 400 شيكل يومياً وهو ما يُعد أفضل بكثير من عمله في مجال التجارة.