يعيش العالم العربى حالة من الانقسام والتشتت ربما لم يشهدها من قبل أمام تهديدات وأطماع تحاصره من كل جانب.. إن الغريب فى الأمر أن الدول العربية لا تسعى للتقارب فيما بينها ولكن بعضها يتقارب مع الأعداء والبعض الآخر يسعى إلى تشكيل جبهات جديدة وهناك من اختار العزلة طريقا للسلامة..
لقد انسحبت أمريكا من أفغانستان لكى تطلق طالبان تعيد للعالم حشود الإرهاب مرة أخرى وفى ظل حالة الانقسام فى صفوف العالم العربى بدأت القاعدة تطل مرة أخرى.. مع انسحاب أمريكا من الخليج والتقارب مع إيران وجدت الدول العربية نفسها فى حاجة إلى دعم روسى وتركى خاصة مع وجود عسكرى روسى فى سوريا وليبيا..
إن كل حسابات المستقبل ليست فى مصلحة العالم العربى أمام الانسحاب الأمريكى وعودة النفوذ الروسى والتهديد الإيرانى وعودة طالبان والقاعدة وشبح الإرهاب مرة أخرى.. كان ينبغى على العالم العربى أمام كل هذه التحديات والتهديدات أن يوحد قدراته ولكن للأسف الشديد كان الهروب هو الحل وكان شىء غريب أن يهرب البعض إلى الأعداء..
إن صورة العالم العربى وقد أصبحت مجموعة من الجزر وكل طرف يبحث عن مصالحه ومصادر تحميه تؤكد أننا أمام مؤامرة كبرى ما بين بقايا الإرهاب وصراع المصالح وانقسام الشعوب، إن العالم العربى لا بد أن يعيد حساباته ويعود مرة أخرى أوطانا موحدة وألا يترك مصائر شعوبه تواجه مؤامرات مرسومة ومحسوبة وهدفها واضح وهو تفكيك هذه الأمة وتقسيم أوطانها واستغلال مواردها..
إن على عقلاء العالم العربى أن يدركوا حجم التحديات قبل فوات الأوان.. من يشاهد الآن خريطة العالم العربى والقوى التى تعبث فيها وكأننا أمام مجموعة من الذئاب التى تطارد فريسة سوف يتذكر مراحل من التاريخ تعرض فيها العالم العربى لمآس اكبر وكأن التاريخ يعيد نفسه..
أين وحدة المغرب العربى وأين ما كانت عليه دول المشرق العربى وكيف تسللت إسرائيل إلى قلب هذه الأمة ومارست دورها فى تفتيت القوى العربية، وما هى نهاية كل هذه الانقسامات فى زمن الشتات العربى.. تساؤلات كثيرة تبحث عن إجابة.