قال الكاتب الفلسطيني عمر حلمي الغول، :"إن الحركات الإسلامية كافة، تعرضت لأزمات حادة خلال تاريخها نجمت عنها انشقاقات في صفوفها، وخص بالذكر منها جماعة الإخوان المسلمين التي تشهد حالياً أكبر انقسام في تاريخها بين قطبين.

وأضاف الغول، في مقال له نشرته صحيفة الحياة الجديدة (حكومية)، أن جماعة الإخوان المسلمين أسوة بغيرها، عاشت عددا من الانشقاقات منذ بداية تأسيسها، حتى الآن.

وتابع، أن الأزمة الحالية التي تعيشها جماعة الإخوان المسلمين، نجم عنها انشقاق بين المجموعة التي يقودها القائم بأعمال المرشد العام، إبراهيم منير، ومجموعة الستة بقيادة محمود حسين، الأمين العام السابق للجماعة، الذي أقاله منير من منصبه، وعلى إثر ذلك أصدرت مجموعة حسين بيانا رسميا أدلى به طلعت فهمي، أعلنت فيه فصل منير من منصبه كقائم بأعمال المرشد. وبالمقابل صدر بيان مضاد عن المجموعة، التي تعتبر نفسها القيادة الشرعية للجماعة برئاسة إبراهيم منير بإحالة الستة بقيادة محمود حسين للتحقيق، وحلت الهيئة المشكلة في 10/1/2021، وما زالت عمليات الاستقطاب والاستحواذ والشد والرخي منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الحالي تدور رحاها بين الطرفين في حرب معلنة من قبلهم، ولم تعد سرا مخفيا داخل أطر الجماعة. 

وحتى الآن لا تعرف نتائجها اللاحقة، ولا انعكاساتها على مستقبل الجماعة، ولا الآفاق التي يمكن أن تصل لها، لاسيما وأن كل من المجموعتين تدعي الشرعية.

اقرأ/ي أيضاً: حملة واسعة لاسترداد نحو 3 مليار دولار حقوق عمالنا في إسرائيل

ووصّف الجماعة بأنها تعيش قيادتان، وانقسام مجلس الشورى وتوزعه على المجموعتين؛ وكلا المجموعتان تمتلك أوراق قوة بيديه، حيث مجموعة حسين بيدها بيت المال، ومفاتيح الجماعة، وجماعة منير لديها دعم نخب من القيادات التاريخية بالإضافة لاستقطابها مجموعات الشباب، إضافة إلى احتدام الصراع بين ما يسمى المجموعة التركية والمجموعة المصرية نسبة لمواقع كل منهم الجغرافي، وغياب الرؤية البرنامجية لكلا الطرفين في كيفية الخروج من الأزمة، ومعالجة تداعياتها.

وتابع أن المجموعتين تعمل الآن على استقطاب المعتقلين من شيوخ الجماعة، الذين نأوا حتى الآن بأنفسهم عن تحديد موقف واضح مع أي منهما بانتظار ما يمكن أن يترتب على عملية الانشقاق المعلن. بيد أنهم بالمحصلة النهائية يفترض أن يحددوا لاحقا موقفا واضحا مما جرى، وقد ينعكس الانشقاق عليهم، وبالتالي قد يكونون موزعين بين المجموعتين.

وأكد الغول أنه على الرغم من أن الانشقاق الحالي لجماعة الإخوان المسلمين، هو الأوضح والأكبر في السنوات والعقد الأخير، غير أنه لن ينهي الجماعة، كما يفترض البعض.

وأوضح، أن الانشقاق يحمل في طياته تداعيات ثقيلة على مكانة ودور الجماعة في المشهد السياسي المصري والعربي والإسلامي، وسيترك بصمات واضحة على مدى رهان القوى الرأسمالية على الجماعة في القيام بالمهام الموكلة لهم. إضافة إلى أن الصراع الدائر سينعكس على مختلف فروع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين.