يزداد التنافس المغربي الجزائري، بعداً جديداً، إذا صحت التقارير عن سعي المغرب لشراء طائرات إف 35 الأمريكية الشبحية، في المقابل يتوقع أن الجزائر قد تكون أول مشتر أجنبي لطائرات سوخوي 57 الروسية الشبحية.
وظهرت المساعي المغربية لاقتناء الطائرة الشبحية الأمريكية "إف-35" بوَساطة إسرائيلية، في إطار الشراكة العسكرية التي باتت تجمع الرباط بتل أبيب عقب الزيارة الأخيرة لوزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب، وما ترتب عليها من محادثات ثنائية إزاء صفقات التسلح الحربي.
وأشارت مجموعة من التقارير العسكرية العبرية إلى وجود مباحثات بين الجيش المغربي ونظيره الإسرائيلي بخصوص شراء مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية، لافتة إلى أن الرباط طلبت من تل أبيب وساطتها من أجل اقتناء هذه الطلبية العسكرية من أمريكا، حسبما ورد في تقرير لموقع صحيفة "هسبريس" المغربية.
وأفادت صحيفة "ماكو" الإسرائيلية، بأن المغرب يريد شراء مقاتلة "F-35" المتطورة، وسط تصاعد التوتر السياسي مع الجزائر وجبهة "البوليساريو"، مؤكدة أن المسؤولين المغاربة تطرقوا إلى الموضوع أثناء زيارة وزير الجيش الإسرائيلي إلى الرباط.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "JaFaJ" الإسرائيلية، المتخصصة في استخبارات الشرق الأوسط، عن تنسيق مغربي-إسرائيلي من أجل اقتناء مقاتلات "إف-35" الأمريكية، مرجعة ذلك إلى التخوف من أي تصعيد جزائري على الشريط الحدودي، وذلك بعد قطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب وانتقاداتها الشديدة لاعتراف إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب بالصحراء كجزء من الأراضي المغربية، وهو الوضع الذي ينذر بحدوث سباق تسلح إقليمي.
ويأتي الحديث عن المساعي المغربية لشراء طائرات إف 35، في مقابل الاهتمام الجزائري باقتناء مقاتلات "سوخوي-57" روسية الصنع.
ويُعتقد أن الجزائر أمرت أو بصدد طلب 14 طائرة مقاتلة روسية من طراز Su-57، وهو ما يمثل مصدر قلق كبير للمغرب، ويشكل خطراً على التوازن العسكري الإقليمي. يمكن للطائرة الروسية Su-57 أن تكون قادرة على الحصول على ميزة ضد الأسطول المغربي الحالي من طائرات F-16.
اقرأ/ي أيضاً: صحفية إسرائيلية ترفض وسم المقاومين بالإرهابيين
وأحيت الجزائر علاقاتها مع روسيا، مستفيدة من نية موسكو إعادة تأسيس نفسها في إفريقيا. من ناحية أخرى، يعتمد المغرب على علاقاته الأعمق مع إسرائيل والولايات المتحدة لشراء الأسلحة.
خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إلى المغرب، ورد أن الملك محمد السادس التقى به على انفراد وناقش التوترات المستمرة مع الجزائر، حسبما ورد في تقرير لموقع Eurasian Times.
كما يحاول المغرب شراء "طائرات بدون طيار إسرائيلية تتمتع بقدرة عالية على المراقبة والقتال".
وتعتبر طائرة F-35 طائرة باهظة الثمن، إلا أنها ستغير قواعد اللعبة في سباق التسلح المكلف بالفعل بين الجزائر والمغرب.
من ناحية أخرى، أفادت تقارير بأن الجزائر تفكر في شراء طائرات روسية من الجيل الخامس من طراز سوخوي 57، وهي مصممة للتنافس مع أفضل المعدات العسكرية القادمة من الولايات المتحدة والصين.
إذا نجح المغرب في الحصول على طائرات F-35 (وهو أمر غير مرجح للغاية)، فإن الديناميكيات الجيوسياسية في المنطقة ستتغير، وقد تصبح المنطقة ساحة معركة بين الولايات المتحدة وروسيا.
ولكن بعيداً عن وعود إسرائيل التي يبدو أنها لم تعد تقول لا للمطبعين العرب الجدد الذي يسعون جميعاً لأن تصبح تل أبيب نافذتهم الجديدة لواشنطن، فإنه من الصعب تصور أن إسرائيل ستأخذ بجدية الطلب المغربي، خاصة أنه يأتي بعد طلب إماراتي مماثل، وقد تحاول السعودية بدورها الحصول على نفس الطائرات، وهو ما يعني انتشار هذه المقاتلات الخفية في المنطقة.
ورغم سعادة الإسرائيليين بالتطبيع مع المغرب والإمارات فإنهم لا ينسون يوماً أن إيران في عهد شاه إيران كانت من أقرب حلفائهم، ولكن اليوم تحولت لأكبر أعدائهم، وذلك بعدما اقتنت طائرات إف 14 الأمريكية المتطورة.