توافق رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت ووزير الجيش بيني غانتس، على قدرة إسرائيل على توجيه ضربة ضد إيران والتأكيد على ضرورة أن تحافظ تل أبيب على حرية التحرك والعمل في أي وضع كان وبأي ظرف سياسي.
وجاء الموقف الاسرائيلي الرسمي خلال المؤتمر الأمني المنعقد في معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية في جامعة رايخمان في تل أبيب.
لكن هذا الموقف لم يحظ بإجماع المشاركين في المؤتمر ممن اختاروا أسلوب التحذير من خطوات إسرائيلية من شأنها أن تضع تل أبيب أمام موقف محرج تظهر فيه غير قادرة على مواجهة الخطر الإيراني.
وانتقد الرئيس السابق لجهاز الموساد، تامير باردو، سياسة بينت تجاه إيران، ووضع بينت – غانتس أمام وضع محرج لدى حديثه عن الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه إيران.
اقرأ/ي أيضاً: الحرب السيبرانية بين إيران وإسرائيل تطال المدنيين
ويرى باردو أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ بعد قراراً بشأن استراتيجية التعامل مع إيران. وإزاء التهديدات المتصاعدة من قبل العديد من المسؤولين السياسيين والعسكريين تجاه طهران، طرح باردو أمام المؤتمر الوضع الحالي لإسرائيل، قائلاً "أعتقد أن إسرائيل ما زالت تفتقر إلى استراتيجية، لكن يبدو لي أن الاتجاه هو عودة إسرائيل إلى ما كانت عليه من قبل"، ويقصد قبل تشكيل الحكومة الحالية، أي في عهد بنيامين نتنياهو.
واقترح باردو على أصحاب القرار اتخاذ استراتيجية تعود بالفائدة، أولاً وقبل كل شيء، على أمن إسرائيل، قائلاً "الوضع الحالي وما نشهده من تطورات يضطر إسرائيل إلى العمل بشكل آخر في ما يتعلق بالاتفاق مع إيران وعدم رفضه بل العمل بهدوء خلف الكواليس لإقناع واشنطن بتحسين الاتفاق".
رئيس حكومة تل أبيب "بينت" الذي أكد أمام المؤتمر حرية بلاده في توجيه ضربة ضد المشروع النووي الإيراني، وصف النظام في طهران بالضعيف والفاسد وبأنه "في حالة تآكل ويحكم من خلال بث الرعب واستخدام القوة"، مضيفاً "إيران تحاول كل الوقت تطويق إسرائيل بميليشيات تخضع لتعليمات قوات القدس، ويجب علينا الوصول إلى المسؤول عنهم".
وتابع بينت "لقد طوق الإيرانيون إسرائيل بالصواريخ، فيما يجلس القادة في قلب طهران. هم يضايقوننا من بعيد، يمتصون طاقاتنا ويلحقون بنا الأضرار، وكل هذا من دون أن يخرجوا من البيت. يستنزفون دماءنا من دون أن يدفعوا ثمناً".
ولم يكتف بينت بتوجيه التهديد ضد إيران، بل اعتبر أن وكلاء إيران في لبنان وغزة وسوريا ليسوا أقل خطراً، وترسلهم إيران، ونحن نتعارك معهم". وقال "تظهر إيران من كل نافذة في إسرائيل، في المنطقة الشمالية الشرقية توجد الميليشيات الشيعية في سوريا، وفي الشمال يوجد حزب الله، وفي الجنوب توجد حماس والجهاد الإسلامي".
وشارك في المؤتمر الإسرائيلي، بيرت ماكغورك، منسق شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي. وقال في كلمته أمام المشاركين، إن "الولايات المتحدة تطمح إلى السير في قناة عدم التصعيد أمام إيران، وهي تلتزم بالدبلوماسية وتوفير قدرة ردع وحدها قادرة على منع التصعيد".