ملخص مؤتمر "50 عامًا على حرب الأيام الستة"، الذي عقده مركز دراسات الأمن القومي والمركز الإسرائيلي للديمقراطية، وقد طُرح على الطاولة سيناريوهان من بين السيناريوهات الثلاثة المحتملة: سيناريو الدولتين وسيناريو الدولة الواحدة، ومن أهم ما جاء فيه:

موشيه يعلون وزير الأمن السابق: "الفجوة بيننا وبين الفلسطينيين كبيرة، ولذلك لن نصل إلى اتفاق على المدى المنظور، وعليه يجب العمل وفق مصالحنا؛ الانفصال وليس الدولة ثنائية القومية. عندما جاء رابين بأوسلو لتصادق عليه الكنيست، رسم رؤية سياسية باتجاه كيان فلسطيني يكون أقل من دولة، لا رجعة إلى حدود الـ 67 كونها لا يمكن الدفاع عنها. نحتاج قوة إسرائيلية على جسور الأردن وسيطرة أمنية إسرائيلية كاملة في غور الأردن بالمفهوم الأشمل للكلمة، وسيطرة أمنية إسرائيلية على الداخل والخارج على كامل البلاد (البر والبحر والجو)، وفرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والقدس الموحدة.

إذا كان هناك إنجاز في أوسلو فهو الانفصال السياسي عن الفلسطينيين، لديهم برلمان، لذلك فهم ليسوا بحاجة للتصويت في الكنيست. المرحلة القادمة هي الانفصال الجغرافي أيضًا، لذلك فأنا لا أوافق أسلوب الاستيطان على كل مرتفع، وإنما بما يتناسب والمصلحة الإسرائيلية وما يوافق القانون. يجب أيضًا ان نسمح للفلسطينيين بالتواصل الجغرافي، والسماح للغزيين بأن يعيشوا في غزة. عندما نصنع القرارات يجب ان نتخذ القرارات التي تخدم الانفصال، والتي لا تضع حدًا لاستمرار عملية الانفصال. في المستقبل كنت أتطلع إلى اتفاق لا نحرك فيه لا اليهود ولا العرب، ويمكنني ان أقدم أيضًا خارطة كهذه. يجب القول بأنه من الواضح ان الوضع الحالي له انعكاسات على المجتمع والديمقراطية في دولة إسرائيل؛ تدفيع الثمن والإرهاب اليهودي، ولذلك فإن أحد اختبارات القيادة الإسرائيلية اليوم هو الحفاظ على العمود الفقري التقليدي وأسس الديمقراطية في هذا الواقع المعقد".

عضو الكنيست من "المعسكر الصهيوني" ستاف شابير: "الخطاب يجب أن يتحول إلى خطاب مصالح، المطلوب منا الحفاظ على الدولة الديمقراطية ذات الأغلبية اليهودية، والحفاظ على الأمن القومي، والحفاظ على تحالفات إسرائيل في العالم، لذلك فان مصلحتنا ان ننفصل عن الفلسطينيين، وإلا فلن نكون دولة ديمقراطية أو دولة ذات أغلبية يهودية. المشكلة ان ما يشغل المنظومة السياسية الحاكمة هو الاستيطان، وكيف تمنع إخلاءً آخر؟ المنظومة برمتها تحركها اليوم الضغوطات التي تمارسها قيادة الاستيطان، بدءًا من مسألة تقسيم الموارد ووصولًا إلى المسائل الأمنية. اللوبي الاستيطاني اليوم يسيطر على اليمين وعلى الليكود بشكل تام، وكعامل ناتج عن ذلك يسيطرون على المنظومة السياسية برمتها".

الجنرال أودي ديكل مدير مركز دراسات الأمن القومي: "رغم ان السيناريو الأكثر استقرارًا هو حل الدولتين في اتفاق شامل، في هذا السيناريو أيضًا وفي سيناريو إقامة دولة فلسطينية على حدود مؤقتة (ليس اتفاق نهائي) المطلوب كيان فلسطيني مسؤول ومستقر ومتعاون وقادر على العمل. المصلحة الإسرائيلية في مساعدة الفلسطينيين ومعنا المنظومة العربية والدولية على بناء الأساس المقبول لحكم فاعل؛ من المقلق اننا يمكن ان ننزلق إلى واقع الدولة الواحدة بسبب القيادة الخائفة من اتخاذ القرارات الصعبة، هذا الوضع أفضل من منظور مجموعة في المعسكر اليميني وجيل الشباب الفلسطيني، بل وعرب إسرائيل على افتراض ان الدولة الواحدة ستتميز بأنها دولة جميع مواطنيها، وكلما استغرقنا في التفاصيل فهمنا ان هذا الواقع غير المستقر سيثير سلسلة من الإشكالات وعدم القدرة على الوصول إلى الاتفاقيات والحفاظ على الهوية القومية والدينية للمجتمعين، بل وستصل الأمور إلى اندلاع الحرب الأهلية. وبناءً عليه علينا ان نغير الاتجاه من الانزلاق إلى وضع الدولة الواحدة التي فيها مجتمعيْن مختلفيْن في الهوية والحقوق إلى بناء ظروف الانفصال وتصميم واقع الدولتين".

يوحنان فلسنر رئيس المركز الإسرائيلي للديمقراطية: "عدم القدرة على اتخاذ القرارات الصعبة في الجانب الفلسطيني وفي المنظومة السياسية الإسرائيلية تجعل الأمر ورغم عدم وجود تأييد شعبي كبير وكأننا في الواقع نسير باتجاه واقع الدولة الواحدة بين النهر والبحر، في العام 1967 ضممنا القدس الشرقية وأعلنا نيتنا تحقيق رؤية المدينة الموحدة. من يعرف الواقع على الأرض يعلم ان هذا التوجه لم يتحقق، جبل المكبر وشعفاط ليسا في الواقع جزءًا من القدس الموحدة، يعني ان الواقع يقول اننا لا نستطيع إقامة دولة يهودية ديمقراطية منصفة في واقع الدولة الواحدة التي ننزلق باتجاهها، حتى وإن لم يتخذ قرار معروف بذلك".

رئيس مجلس "أفرات" عودد رفيفي: "أعلم اننا إذا ذهبنا إلى الدولة الواحدة فإننا نعطي حقوقًا متساوية، ومن الممكن ان يكون وزير الأمن عربيًا، لا أظن ان جميع مواطني إسرائيل يفهمون ذلك، لكن ليت ذلك يكون هو الواقع، حيث يكون بإمكاننا الاعتماد على العرب لنعيش معهم بالسوية. في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) نجح المستوطنون في خلق واقع من التعايش، المستوطنات ليست عقبة في طريق السلام، والمناطق الصناعية المشتركة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) هي بمثابة جزيرة للسلام"