كشف تقرير عن أبرز نقاط الخلاف بين الحكومة الإسرائيلية برئاسة نفتالي بنيت، والإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، حول مساعي الأخيرة للعودة للاتفاق النووي مع إيران، حيث ترى "إسرائيل" أن أي تقارب بين واشنطن وايران، يشكل خطاً أحمر، لأن هذا من شأنه زيادة نفوذ إيران في المنطقة وتغلغلها فيها وهو ما يشكل تهديداً وجودياً عليها، إلى جانب قناعة الإسرائيليين بأن إيران لديها برنامج عسكري نووي سري، دون أن يقدموا دليلاً ليقنعوا الإدارة الأمريكية به لإعادة التفكير بالاتفاق.

يشار إلى أن "إسرائيل" كانت ضد توقيع الاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس الامريكي السابق باراك أوباما، وكان نائبه الرئيس الحالي جو بايدن، وتنفست الصعداء مع انسحاب الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق بشكل أحادي عام 2018، وهو ما دفع ايران لتطوير انتاجها من اليورانيوم المخصب والماء الثقيل وتخلت عن التزاماتها بالاتفاق على خلفية الانسحاب الأمريكي المخالف للاتفاق.

في ذات السياق، قال دبلوماسيون كبار من فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الإثنين 13 ديسمبر/كانون الأول، إن القوى الغربية لم تُجر حتى الآن مفاوضات حقيقية مع إيران في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريباً "بلا معنى"، بحسب وكالة رويترز.

اقرأ/ي أيضاً: معهد أمريكي: فكرة ضرب إيران سيئة وعدم ضربها أسوأ

وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون: "حتى هذه اللحظة ما زلنا غير قادرين على الدخول في مفاوضات حقيقية… الوقت ينفد. وبدون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء التطور السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) قريباً بلا معنى".

وأوضح التقرير الذي أعده موقع عربي بوست، أن الرئيس بايدن يحاول إقناع "إسرائيل" بالاتفاق، لكبح جماح الإسرائيليين كي لا يقوموا بتوجيه ضربة عسكرية لمنشآت إيران النووية، كما تهدد تل أبيب ليلاً ونهاراً، في المقابل تسعى "إسرائيل" بشتى الطرق إلى عدم إحيائه مرة أخرى، سواء من خلال التصعيد عسكرياً ضد طهران أو محاولة حشد التأييد الدبلوماسي لموقفها الرافض للاتفاق.

ولفت التقرير أنه في ظل الخلاف وعدم حسمه من قبل بايدن، بقي موقف إدارة بايدن غامضاً لأنها لا تريد أن يصل الخلاف مع الحكومة الإسرائيلية إلى نقطة الصدام، لأسباب تتعلق بالوضع الداخلي في واشنطن بالأساس.

ووفقاً للتقرير فإن تمسك بايدن بإعادة الاتفاق النووي لقناعته بأنه الطريق الوحيد لعدم حصول إيران على سلاح نووي، واقتناعه بالنتائج التي حققها الاتفاق في غضون ثلاث سنوات قبل انسحاب ترامب منه، وخلال هذه الفترة استغلت ايران الموقف وطورت انتاجها النووي. 

في المقابل، فإن الموقف الإسرائيلي المعارض للعودة للاتفاق النووي، انطلاقاً من أن إيران لديها "برنامج نووي سري" هدفه إنتاج سلاح نووي، وهي الرواية التي تبناها نتنياهو منذ عام 2003، وحكومة بينيت، بحسب مصادر في واشنطن.

ووفقاً للتقرير، فإن موقف إسرائيل الرافض للعودة للاتفاق النووي مع إيران، يشكل عقبة لدى الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن، وأن الجولة الأخير من المفاوضات نهاية نوفمبر الماضي، لا يبدو أنها تبعث على التفاؤل.