وصل التطبيع بين المغرب وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، بعد توقيع الطرفين لأول مرة يوم أمس الأربعاء، على مذكرة تفاهم دفاعي هي الأولى من نوعها بين تل أبيب ودولة عربية، تمهد الطريق لتعاون عسكري مشترك بينهما وصفقات أسلحة مختلفة، فما تفاصيل هذا الاتفاق؟
وفي زيارة هي الأولى من نوعها لوزير جيش إسرائيلي للمغرب، وصل بيني غانتس وزير جيش الاحتلال إلى الرباط، الأربعاء، حيث التقى نظيره المغربي عبد اللطيف لوديي، المكلف بإدارة الدفاع الوطني، ووقع الوزيران "مذكرة تفاهم دفاعية"، تعتبر الأولى من نوعها لإسرائيل مع دولة عربية، حتى بالنسبة لتلك الدول الخمس التي سبقت الرباط في التطبيع.
واحتفى وزير جيش الاحتلال بهذه الزيارة، ونشر تغريدة على حسابه في موقع تويتر قائلاً: "بدأنا الزيارة المهمة للمغرب بزيارة ضريح محمد الخامس في الرباط، وضعت إكليلاً من الزهور وكتبت في سجل الزوار، سنعمل جميعاً معاً من أجل مستقبل أفضل ومن أجل الشراكة والسلام بين الدول والشعوب".
اقرأ/ي أيضاً: صحيفة روسية: إسرائيل طلبت التخلي عن حماس.. فهل يستجيب أردوغان؟
تقول الصحافة الإسرائيلية إن هذه الاتفاقية تمهّد الطريق للمبيعات العسكرية والتعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل، بعد أن رفع البلدان مستوى علاقاتهما الدبلوماسية في العام الماضي. وسبق أن استقبل المغرب مستشاراً للأمن الإسرائيلي ووزير خارجية تل أبيب منذ استئناف العلاقات بين البلدين، العام الماضي، لكنها المرة الأولى التي يقوم فيها وزير جيش إسرائيلي بزيارة رسمية إلى المملكة.
بالإضافة إلى رحلة غانتس كانت هذه هي المرة الأولى التي يزور فيها جنود من الجيش الإسرائيلي المغرب بالزي العسكري، كما تقول صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، حيث كان في الوفد ثلاثة ضباط في الجيش الإسرائيلي من مكتب الوزير غانتس، اثنان منهم من أصل مغربي، كما تقول الصحيفة.
وتهدف هذه الزيارة إلى "وضع حجر الأساس لإقامة علاقات أمنية مستقبلية بين المغرب وإسرائيل"، بحسب ما أوضح مسؤول إسرائيلي لفرانس برس، والذي أضاف: "كان لدينا بعض التعاون، لكننا سوف نعطيه طابعاً رسمياً الآن. إنه إعلان علني عن الشراكة بيننا".
وخلال الاجتماع بين وزيري الدفاع، أكد غانتس على "أهمية تعزيز التعاون الثنائي في ضوء التهديدات المتنامية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأعرب عن أمله في أن يكون هناك المزيد من الدول التي ستوقع اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل".
تأتي الزيارة بعد ثلاثة أشهر على إعلان المغرب وإسرائيل الاتفاق على رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بينهما من مكتبي اتصال إلى سفارتين. كما تأتي بعد مرور عام على توقيع الرباط وتل أبيب اتفاق تطبيع برعاية أمريكية، في 10 ديسمبر/كانون الأول 2020، أصبحت بموجبه المغرب سادس دولة عربية تطبع مع إسرائيل.
لكن قبل ذلك، كان الطرفان قد أقاما علاقات دبلوماسية إثر توقيع اتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، قبل أن تقطعها الرباط بسبب الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.
بحسب ما أوردت الصحافة العبرية، فقد وقع وزير الجيش بيني غانتس مع نظيره المغربي عبد اللطيف لوديي على اتفاقيات عدة، في المجالات الأمنية والاستخباراتية، تقضي بعقد صفقات أمنية وبيع معدات أمنية وعسكرية وإجراء تدريبات عسكرية مشتركة لإسرائيل والمغرب.
وتقول صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إنه "مع توقيع مذكرة التفاهم هذه يمكن لوزارتي الدفاع والجيش في البلدين التعاون بسهولة وبشكل أكبر مع بعضهما البعض وتبادل المعلومات الاستخباراتية، بينما في الماضي كان هذا التواصل ممكناً فقط من خلال أجهزة المخابرات الخاصة بكل منهما".
وقال مسؤول بوزارة الجيش الإسرائيلية للصحيفة: "إنه بينما تحافظ إسرائيل على علاقات أمنية وثيقة مع الأردن ومصر، والتي لديها معهما أيضاً اتفاقيات سلام، إلا أنها لا تملك مذكرات تفاهم دفاعية معهم، ما يجعل هذه المذكرة مع المغرب غير مسبوقة".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "لقد وقعنا للتو اتفاقية للتعاون العسكري مع الأمة المغربية. هذا حدث مهم للغاية سيسمح لنا بالدخول في مشاريع مشتركة والسماح للصادرات الإسرائيلية الدفاعية بالوصول إلى المغرب بكل سهولة".
في سبتمبر/أيلول الماضي، نقلت صحيفة "إسبانيول" عن مجلة "أفريكا إنتليجنس" الفرنسية، المتخصصة في المعلومات السياسية والدبلوماسية والاقتصادية للدول الإفريقية، أن المغرب وإسرائيل يعملان لأول مرة على تطوير مشروع لتصنيع طائرات "الكاميكاز" بدون طيار في المغرب.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلنت المديرية الوطنية الإسرائيلية للفضاء الإلكتروني أن رئيسها التنفيذي، ييغال أونا، وقع اتفاقية تعاون مع السلطات المغربية من شأنها مساعدة الشركات الإسرائيلية على بيع المعرفة والتكنولوجيا للرباط.
كان ذلك أول اتفاق للدفاع الإلكتروني بين الطرفين منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما العام الماضي، حيث "يسمح الاتفاق للإسرائيليين بإنتاج طائرات بدون طيار في المغرب بكميات كبيرة وبأسعار منافسة، والتموقع في أسواق التصدير بشكل جيد"، بحسب ما نقلت الصحيفة الإسبانية.