فى ظل التفشى المتسارع للمتحور «أوميكرون» الجديد، حذر خبير بريطانى من أن ظهور السلالة الجديدة المتحورة من كورونا تعنى أن العالم أقرب إلى بداية الوباء منه إلى نهايته.

ونقلت صحيفة «الجارديان» البريطانية عن جيريمى فارار المستشار العلمى السابق لرئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون تحذيراته من أن العالم وبريطانيا يهدران الجهود التى تبذل من أجل مكافحة «كوفيد - ١٩»، لافتا إلى أن الدول الغنية تركز على مكافحة الوباء محليا فقط، معتقدة أن اللقاحات الموجودة ستحميها، لكن إذا نجح ذلك فى الحماية من المرض الشديد الناجم عن الإصابة بأوميكرون فى الوقت الراهن، فإن ذلك قد لا يفلح مع المتغيرات المستقبلية.

وأوضح: «كلما استمر كورونا فى الانتشار فى مجموعات غير محصنة إلى حد كبير على مستوى العالم، زاد احتمال ظهور متغير يمكنه التغلب على لقاحاتنا وعلاجاتنا، وإذا حدث ذلك، نكون عندها قريبين من المربع الأول».

وتابع: «بالفعل كانت هناك خطابات رائعة، وكلمات دافئة، لكن لم تكن هناك إجراءات ضرورية للقضاء على الوباء، فى ظل حكومات غير راغبة فى معالجة الوصول غير العادل إلى اللقاحات والاختبارات والعلاج».

اقرأ/ي أيضاً: باحث ألماني: سلالة أوميكرون موجود منذ فترة طويلة

يأتى ذلك فيما دعا وزير الصحة البريطانى ساجد جاويد البريطانيين إلى ضرورة أخذ جرعة معززة قبل بدء الاحتفالات بعيد الميلاد، وقضاء الوقت مع أحبتهم، قائلا «اقترب عيد الميلاد، ومن المهم للغاية أن يحصل كل شخص مؤهل على حقنة معززة لزيادة مناعته قبل قضاء الوقت مع أحبائه».

وأضاف: «بينما يتعلم علماؤنا اللامعون المزيد عن متغير أوميكرون الجديد، نحتاج إلى بذل كل ما فى وسعنا لتقوية دفاعاتنا، واللقاحات هى أفضل طريقة للقيام بذلك. هذه مهمة وطنية ولدينا جميعا دور نلعبه».

وفى الوقت ذاته، قال الباحث الألمانى فولفجانج بريسر، الذى شارك فى اكتشاف السلالة أوميكرون، إنه «وفقا لمعرفتنا الحالية، فإن شكلا أوليا من أوميكرون تطور كفيروس منفصل حتى قبل ظهور ألفا ودلتا». وتابع متسائلا «لماذا ظل أوميكرون مختفيا لفترة طويلة، ولم يبدأ فى الظهور إلا الآن؟ هل كانت هناك طفرة أو طفرتان مفقودتان ليتمكن من الانتشار بسرعة؟»، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من الحالات التى تتطلب دخول المستشفيات بين الأطفال فى جنوب إفريقيا، لكن جميعهم غير ملقحين بالفعل.

ومن جهته، حذر المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها من أن سلالة أوميكرون ربما تكون السلالة المهيمنة على أوروبا فى غضون بضعة أشهر.

وعلى الصعيد نفسه، وجهت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل نداءها الأخير للشعب الألمانى حول ضرورة الحصول على اللقاحات المضادة لكورونا، وذلك قبيل مغادرتها منصبها المرتقبة الأسبوع المقبل.

ويأتى خطاب ميركل بعد يومين من اتخاذ قادة الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات سلسلة من الإجراءات تهدف إلى كسر موجة العدوى بفيروس كورونا، من بينها استبعاد الأشخاص غير الملقحين فى جميع أنحاء البلاد من المتاجر والمطاعم والأماكن الرياضية والثقافية غير الضرورية.

من جانبه، أكد معهد «روبرت كوخ» الألمانى حدوث تراجع طفيف فى معدل الإصابة الأسبوعي، وقال إن «هذا المعدل، الذى يمثل عدد حالات الإصابة بالعدوى لكل ١٠٠ ألف شخص على مدار سبعة أيام، بلغ على مستوى ألمانيا ٤٣٩٫٢، فيما كان يبلغ ٤٤٦٫٧ قبل أسبوع». وفى الوقت ذاته، تظاهر الآلاف فى عدد من الدول الأوروبية، ومن بينها النمسا وبريطانيا وهولندا.

فى المقابل، تعانى الهند من أسوأ عدد من القتلى منذ شهور، حيث يفوق عدد الوفيات فى اليوم الواحد ٢٧٠٠ حالة وفاة.

وقال متحدث باسم وزارة الصحة الفيدرالية إن «ولاية بيهار الشرقية أضافت ٢٤٢٦ حالة وفاة غير مسجلة، بينما أضافت ولاية كيرالا الجنوبية ٢٦٣ حالة وفاة إلى إحصاءاتها أمس»، وهو يرفع معدل الوفيات فى اليوم الواحد إلى ٢٧٩٦، وهو أعلى معدل منذ ٢١ يوليو الماضى.

فى الوقت ذاته، أعلنت السلطات اليابانية إضافة كل من الهند واليونان ورومانيا، فضلا عن أربع ولايات أمريكية أخرى، هى كولورادو وهاواى ومينيسوتا ونيويورك، اعتبارا من أمس لقائمة الأماكن، التى يخضع القادمون منها من المواطنين اليابانيين والمقيمين الأجانب لقواعد حجر صحى مشددة، تمتد لثلاثة أيام. كما تعتزم اليابان تكثيف مساعداتها لتوفير اللقاحات للدول النامية لمواجهة المتحور أوميكرون وتوفير ٦٠ مليون جرعة لقاح لهذه الدول.