كشفت دراسة جديدة أنَّ 7 من بين كل 10 شباب مغاربة يرغبون في الهجرة، ويقولون إنهم سيصيرون أسعد عند الانتقال إلى الخارج؛ مما يجعل المملكة الواقعة شمالي إفريقيا الأعلى معدلاً بين الدول العربية من حيث الشباب الساعين للهجرة، طبقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني.

فيما أرجعت الدراسة الأسباب التي أدت لذلك إلى مجموعة من الظروف الاقتصادية والاجتماعية، خاصة أن المغرب يعد بوابة عبور مثالية للمهاجرين نحو أوروبا.

حيث يقع المغرب عند مفترق طرق واحدة من أهم مناطق العبور الأكثر استخداماً إلى أوروبا، وينقذ خفر سواحله باستمرار الأشخاص الذين يحاولون الهجرة عبر البحر المتوسط.

إلا أن الدراسة ذاتها دعت إلى ضرورة إعادة النظر في الأولويات الاجتماعية والاقتصادية للمغرب على ضوء الصدمة الصحية والاقتصادية المزدوجة، وتحديد العوائق المحتملة أمام تنميته في المستقبل، وذلك من أجل تقليل نسب الهجرة.

الدراسة لفتت إلى أن الشباب هم الأكثر عرضة للأزمات التي تعيشها المجتمعات في الفترة الحالية، مؤكدة أن الشباب هم "إحدى الفئات الاجتماعية في المغرب التي تواجه تحديات سياسية واقتصادية واجتماعية حقيقية".

في حين أشارت الدراسة، التي نشرها المرصد الوطني للتنمية البشرية المغربي، بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى أنَّ 7 من كل 10 مغاربة عازفون عن الزواج وتأسيس عائلة.

إذ تطال البطالة نحو 12% من السكان، لكن نسبتها أعلى بكثير في فئات سكانية معينة، بما في ذلك الشباب (بنسبة 31%)، وخريجي الجامعات (بنسبة 18.7%)، والنساء (بنسبة 16.5%).

اقرأ/ي أيضاً: شهادات مهاجرين لـ "أركان": الرحلة من تركيا لليونان خدعة مأساوية كبرى

يأتي ذلك في الوقت الذي تقل فيه أعمار نصف السكان تقريباً عن 30 عاماً، وهي إحصائية مُسجَّلة في الكثير من الدول عبر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

من جهتها، تعهدت السلطات المغربية مراراً بتحسين أوضاع الشباب في الدولة، لكنها تعاني لمعالجة العديد من المشكلات؛ وخاصة ارتفاع معدل البطالة.
 

إحباط 42 ألف محاولة هجرة 

كانت السلطات المغربية قد أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، أنها أحبطت أكثر من 42 ألف محاولة هجرة غير نظامية، وفككت ما يزيد عن 156 شبكة إجرامية تنشط في الهجرة، منذ بداية عام 2021.

جاء ذلك في تقرير وزعه وزير الداخلية، عبد الوافي لفتيت، على نواب برلمانيين، ولم يوضح جنسيات من أحطبت السلطات محاولتهم الهجرة ولا هوية أعضاء الشبكات التي تم تفكيكها، وفق مراسل الأناضول.

وفق التقرير، تم ترحيل 8890 مهاجراً، بينهم 1725 مهاجراً إلى بلدانهم الأصلية، خلال العام الجاري، بتنسيق مع المنظمة العالمية للهجرة بالمغرب".

كما أوقفت السلطات المغربية في عام 2020، 9179 مرشحاً للهجرة غير النظامية، بينهم 6162 من جنسيات أجنبية، بالإضافة إلى 466 منظمين للهجرة يشتبه بتورطهم في 123 شبكة إجرامية للاتجار بالبشر، بحسب بيانات رسمية.

يأتي أغلب الذين يخاطرون بعبور هذا الطريق البحري من منطقة إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ويسعون للوصول إلى أوروبا عبر إسبانيا، التي تبعد 20 كيلومتراً (12 ميلاً) فقط عن المغرب.

منذ سنوات، تعاني دول المغرب العربي، أزمة هجرة غير نظامية لأبنائها والقادمين من جنوب الصحراء الإفريقية، الذين يقصدون دولاً أوروبية في ظل أزمات اقتصادية.