على الرغم من مطالبة القوى والفصائل الفلسطينية في اجتماعها الأخير بمدينة غزة في الأسبوع الأول من شهر نوفمبر 2021م، وزارة الصحة بغزة للكشف عن تفاصيل لقاحات كورونا التي وصلت قطاع غزة من قبل الإمارات منتهية الصلاحية، إلا أن الوزارة لم تعلق على الأمر، بينما لم تتوان في الإعلان عن إتلاف 50 ألف جرعة لقاح تلقتها من مخازن الوزارة في رام الله في سبتمبر الماضي.
علامات استفهام كبيرة حول عدم توضيح الوزارة للرأي العام ما حدث؟ على الرغم من أن عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، نادى الأسبوع الماضي بضرورة التحقيق في الأمر وإظهار الحقيقة للرأي العام، وكرر المطالبة باسم القوى الوطنية والاسلامية.
حيث كتب وليد العوض على صفحته على الفيسبوك بتاريخ 26 أكتوبر الماضي :" لا بد من التحقيق الشفاف والواضح في قضية لقاحات الإمارات 250 ألف منتهية الصلاحية التي أتلفتها الدوائر المختصة في وزارة الصحة في غزة، إنها لقاحات التطبيع التي لن تتقبلها أجسام شعبنا الرافض للتطبيع وعرابيه أي كانوا.
وزارة الصحة في غزة مطالبة بوضوع بكشف ملابسات ادخال ٢٥٠ الف لقاح مقدمة من الامارات وقد ثبت انها منتهية الصلاحية فقامت...
Posted by وليد العوض on Monday, November 8, 2021
اقرأ/ي أيضاً: شباب غزة يفرون من البطالة واليأس فتأكلهم الأسماك
وفي الأول من نوفمبر كتب مرة أخرى قائلاً :" أرواح الناس ليس حقلاً للتجارب كنا قد أثرنا يوم الثلاثاء قضية إدخال ٢٥٠ الف لقاح من الامارات منتهي الصلاحية وطالبنا الجهات المختصة التحقيق بذلك، وفي اجتماع لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية تطالب وزارة الصحة بغزة بتوضيح الامر رسمياً فهل من مستجيب؟
أرواح الناس ليس حقلاً للتجارب كنا قد اثرنا يوم الثلاثاء قضية ادخال ٢٥٠ الف لقاح من الامارات منتهي...
Posted by وليد العوض on Sunday, October 31, 2021
هذا النداء لم يجد آذاناً صاغية من قبل وزارة الصحة بغزة التي تديرها حركة حماس، والتي تتكتم على الأمر، وصولاً إلى النفي من قبل المتحدث باسمها د. أشرف القدرة. إلا أن مسؤولين آخرين في وزارة الصحة غير مخول لهم بالتصريح لوسائل الإعلام، أكدوا لـ "زوايا"، أنه بالفعل وصلت شحنة لقاحات إماراتية لقطاع غزة، وبعد الفحص المخبري لها تبين أنها تالفة، دون مزيد من التفاصيل.
عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي محمود الزق، استغرب صمت وزارة الصحة بغزة التي تديرها حركة حماس تجاه الجرعات التالفة التي تسلمتها من دولة الإمارات، مطالباً الصحة بغزة بتوضيح الأمر للرأي العام، مشدداً على أن صمت الصحة حماس بغزة عن هذا الأمر وكأن شيء لم يكن، يثير علامات الاستفهام؟ خاصة أن حماس أثارت ضجة كبيرة عندما تسلمت جرعات عن طريق من الجانب الاسرائيلي بالتنسيق مع وزارة الصحة في رام الله، وتبين انها تالفة بعد إجراء الفحوصات عليها. متسائلاً: لماذا في حالة الإمارات التزمت الصمت؟.
وقال الزق لـ "أركان"، للأسف الشديد لم نستمع لأي رد رسمي من أي مصدر مخول بالحديث وإعطاء معلومات دقيقة حول القضية، مضيفاً أن شعبنا الفلسطيني ليس حقلاً للتجارب ويتم إهانته بهذا الشكل، وكأن الشعب الفلسطيني مكب نفايات لدى الإمارات.
يشار إلى أن الجمهورية التونسية عاشت حالة من التوتر على خلفية تلقي الرئاسة التونسية لقاحات من الإمارات، وطالب برلمانيون ومسؤولون بإعادة اللقاحات للإمارات، نظراً لأن الاعلام الإماراتي تعامل بصورة مهينة للتونسيين. بحسب ما نشرته وكالة الأناضول في شهر مارس الماضي.
وزير الصحة التونسي السابق عبد اللطيف المكي، الذي قال في تدوينة عبر "فيسبوك"،: "أرجعوا لحكام الإمارات لقاحاتهم (..) المنّ الحقير لا يكون على التونسيين". واعتبر أن "طريقة تناول الإعلام الإماراتي للهبة كانت مهينة". وأيده الرئيس التونسي الأسبق محمد المنصف المرزوقي، أعرب في تدوينة عبر "فيسبوك"، تأييده لمطلب المكي بإرجاع اللقاحات إلى الإمارات.
وأضاف المرزوقي: "نعم، أوافق على اقتراح المكي وأقاسم كل تونسي وتونسية غضبه من تسريب القصة إلى استغلالها إعلاميا".
يذكر أن الصحة في غزة أتلفت في 13 سبتمبر الماضي 50 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك لايت" الروسي المضاد لكورونا فقدت صلاحيتها بسبب تعطيل الاحتلال الإسرائيلي وصولها وتخزينها.
وأوضحت الوزارة في بيان لها، أنها استلمت 50 ألف جرعة من لقاح "سبوتنيك لايت" من مخازنها في رام الله عبر معبر كرم أبو سالم. وأضافت أن اللقاحات أخضعت "لسلسلة الإجراءات المعتمدة لضمان سلامتها والتأكد من جودتها، وتبين بعد الفحص والتدقيق تلف هذه الشحنة وعدم صلاحيتها للاستخدام".
وقالت الوزارة إنها قامت إثر ذلك بإتلاف تلك الكمية والتخلص منها، وحملت الاحتلال المسؤولية في ظل الحاجة الماسة لهذه اللقاحات عن "عرقلة وصولها في الوقت المطلوب وتركها لساعات طويلة في ظروف نقل وتبريد غير مناسبة".
ويبقى السؤال، لماذا أخفت وزارة الصحة التي تديرها حماس قضية استلامها 250 ألف جرعة لقاح لفيروس كورونا من دولة الإمارات، وتبين أنها تالفة بعد إجراء الفحوصات المخبرية رغم مطالبات القوى الفلسطينية لها بالكشف عن التفاصيل؟.