رأت الكاتبة بصحيفة هآرتس "عميرا هاس" أن معسكر اليسار والمخالفين للحكومة في إسرائيل يدعمون الإرهاب بشكل غير مباشر، حيث تستخدم الدولة جزءًا من أموال الضرائب التي يتم دفعها من أجل تمويل عمليات إرهابية ترتكبها ومستوطنيها ضد الشعب الفلسطيني.

فإذا عَنيت كلمة "إرهاب" الترهيب ودب الرعب والخوف في النفوس، فهذا بالضبط ما يقوم به قادة الجيش وجهاز الشاباك عند إرسالهم جنودًا ملثمين لاقتحام بيوت الفلسطينيين ليلة تلو الأخرى بكلابهم وبنادقهم. حيث يوقظ الجنود العائلات من نومها، يقلبون الخزائن رأسًا على عقب، يصادرون الممتلكات ويضربون الكبار على مرأى من الصغار.

اقرأ/ي أيضاً: الرجوب: مؤتمر فتح الثامن يواجه محاولات إفشال وتحديات

وأضافت الكاتبة اليسارية أن اصطلاح "الإرهاب تخطى ومنذ زمن طويل حدود الترهيب، وبات يشمل القتل والدمار، حيث تموّل ضرائب جميع مواطني إسرائيل هذا الإرهاب؛ بل ويموّل جزء من هذه الضرائب قصف مبانٍ سكنية وقتل سكانها الفلسطينيين، يشمل ذلك الأطفال الصغار والنساء، كما ساهمت الضرائب في تمويل الرصاص الذي قتل وأصاب الفلسطينيين في بيتا وفي غزة، ولا ننسى أنها تذهب للمستوطنات وتكاليف هدم منازل الفلسطينيين على يد الإدارة المدنية وبلدية القدس، وتنفذ إسرائيل تحت غطاء دولة القانون وبدعم منها، جميع هذه العمليات الإرهابية وغيرها كل يوم وساعة.

وعن قرار إدراج المنظمات الأهلية الفلسطينية في لائحة الإرهاب، قالت الكاتبة إن إسرائيل تلاحق هذه المنظمات الأهلية لأنها حققت إنجازات ملفتة للنظر على صعيد مقاومتها للاحتلال الإسرائيلي. لقد سعت، ولا تزال، لمحاكمة إسرائيليين في لاهاي لارتكابهم جرائم حرب وجرائم فصل عنصري، بل ونجحت بدفع السلطة الفلسطينية للسير على هذا الطريق. كما تكشف هذه المنظمات عن نهج الاعتقالات الجماعية الذي تتّبعه إسرائيل، يشمل ذلك اعتقال القاصرين و"المحاكم العسكرية" المزعومة، وتدعم هذه المنظمات المزارعين الفلسطينيين، بل وتقف بوجه بطش وتنكيل الإدارة المدنية والمستوطنين، كما تروٍّج لقيم يسارية ونسوية، وتنقد أيضًا السلطات الفلسطينية، إذْ تخوض هذه المنظمات وغيرها نضالًا مستمرًا ضد إرهاب الاحتلال، وعليه يسعى الاحتلال ومن خلال ملاحقته لها إلى ترهيب الفلسطينيين ونأيهم عن مقاومته.