توقع الكاتب المصري محمد عصمت ان تندلع الحرب بين ايران واسرائيل خلال أسابيع، مع عدة سيناريوهات تطال المنطقة والخليج وربما العالم:
إذا أخذنا على محمل الجد التأكيدات الإسرئيلية بضرب المنشآت النووية الإيرانية لمنعها من تصنيع أولى قنابلها الذرية، فإن القتال قد يندلع بين البلدين خلال الأسابيع القادمة، وهو يصطحب معه سيناريو كارثى سيجعل المنطقة كلها تبدو وكأنها على حافة حرب عالمية ثالثة، من المؤكد أن أطرافا عديدة سوف تنجر إليها!
السيناريو يقول ان إسرائيل ستبدأ هذه الحرب المفترضة بقصف جوى مكثف لإيران بطائرات إف 35 الأحدث والأقوى فى العالم، بالإضافة إلى الطائرات المسيرة التى تتحدث تقارير أنها مخزنة بالمئات فى دولة جارة لإيران وترتبط مع إسرائيل بعلاقات عسكرية ومخابراتية واقتصادية وثيقة ،إضافة إلى عمليات تخريب واسعة تقوم بها عناصر تابعة للموساد داخل إيران، أو ستنطلق من الحدود الإيرانية ــ الآذربيجانية.
فى المقابل سترد إيران بقصف إسرائيل بمئات إن لم يكن بآلاف الصواريخ البالستية ــ وقد نشرت طهران خريطة بهذه المواقع الإسرائيلية المستهدفة نشرتها وسائل إعلام عديدة ــ فى نفس الوقت الذى ستغلق فيه مضيق هرمز لمنع وصول إمدادات البترول إلى أوروبا، أما حزب الله فسوف يشارك بالتأكيد بصواريخه فى هذه المعمعة، وربما ستضطر سوريا لمساندة إيران أيضا سواء بشكل مباشر، أو السماح لميليشيات فيلق القدس الإيرانى بشن هجمات صاروخية على إسرائيل.
أما دول الخليج التى تربطها الآن علاقات دافئة بإسرائيل، فقد لا تستطيع أن تتقى أى هجمات إيرانية إذا مالت كفة هذه الحرب لصالح إسرائيل، خاصة إذا تعرض النظام الإيرانى لخطر التهديد،وهو وضع قد يجر دول عديدة للتدخل حفاظا على أمنها القومى المرتبط بالخليج ، أو حفاظا على إمدادت البترول عصب الاقتصاد العالمى سوف تكون على رأسها بالتأكيد أمريكا وأوروبا الغربية.
هذا السيناريو الفوضوى الذى تراهن عليه إسرائيل وتروجه إعلاميا على نطاق واسع، يراه البعض مجرد ورقة ضغط على إيران، وأن إسرائيل تدرك أنها ستتعرض لخطر وجودى حقيقى إذا شنت هذه الحرب، وأن أقصى ما يمكن أن تفعله هو القيام بعمليات استخباراتية قد تدمر هذه المنشأة النووية الإيرانية أو تلك.
أمريكا هى القوة العسكرية الوحيدة فى العالم التى تستطيع أن تدمر البرنامج النووى الإيرانى، وإدارة بايدن تتعرض لضغوط مكثفة من صقور بالحزب الديمقراطى من بينهم وزير الدفاع الأمريكى الأسبق ليون بانيتا للإقدام على هذه الخطوة، إذا فشلت ما أسموه «دبلوماسية التخويف» فى ردع إيران، لأنها فى نظرهم تستطيع أنتاج أول أسلحتها النووية خلال عدة أشهر، وهو أمر قد تتخذه إدارة بايدن بالفعل ليس فقط للقضاء على طموحات طهران النووية، ولكن أيضا لضرب الصين تحت الحزام بمنع إمدادات البترول الإيرانى إليها، والتى تقدر بمليون برميل يوميا.
محادثات فيينا بين إيران والدول الغربية والمقرر استئناف جلساتها قبل نهاية العام ستحسم مستقبل الإقليم، فإذا توصلت الأطراف المتفاوضة إلى اتفاق فإن إيران التى ستتخلى على أحلامها النووية ستنتعش ميزانيتها بـ 6 مليارات دولار شهريا بعد رفع العقوبات الأمريكية عليها، أما إذا فشلت المفاوضات فسوف نكون على موعد مع مواجهات دامية لا أحد يعرف كيف ستبدأ أو كيف ستنتهى؟
اللافت للنظر فى كل هذه التطورات هو غياب النظام الإقليمى العربى عن التفاعل مع أطراف هذا النزاع بشكل يحافظ على مصالحه، كان من الممكن أن يفتح حوارا مع طهران لتسوية الخلافات السياسية معها، ليتمكن بعد ذلك من مطالبة العالم الغربى بإخلاء المنطقة من السلاح النووى الذى تنفرد إسرائيل بامتلاكه، فمهما كانت الأخطار التى تمثلها إيران على بعض الدول العربية، فإن خطر إسرائيل أكبر بكثير.. وهو أمر إن لم نتداركه فى الوقت المناسب، فسوف يكلفنا أثمانا باهظة فى المستقبل القريب!.