قال محافظ جنين أكرم الرجوب :"إن المؤسسة الأمنية تقوم بنشاط أمني مستدام لحفظ الأمن وتطبيق سيادة القانون على الجميع في المحافظة، لمحاربة الظواهر السلبية وملاحقة المطلوبين للعدالة.

وأضاف الرجوب في مقابلة خاصة مع موقع أركان، أن تكثيف النشاط الأمني يأتي الآن بسبب تصاعد الظواهر السلبية وحمل السلاح وتعريض حياة المواطنين للخطر، لافتاً إلى أن المواطن في جنين بات يتحدث بصوت عال ويطالب بأن تأخذ المؤسسة الأمنية دورها في حفظ حياة وكرامة وممتلكاته، ووقف تعريض حياة المواطنين للخطر.

وحذر الرجوب من محاولات الاحتلال التي تريد أن تقدم المؤسسة الفلسطينية الرسمية من سلطة وأجهزة أمنية على أنها سلطة ضعيفة غير قادرة على حمايته، وبالتالي علينا أن نعمل على عكس تلك التوجهات الإسرائيلية ونمارس دورنا في حفظ الأمن والاستقرار.

ونفى الرجوب ما روجته الصحافة الإسرائيلية عن أن سبب الحملة الأمنية في جنين هو خروج مسلحين من حركة حماس في جنازة القيادي وصفي قبها، مؤكداً حدث قبها هو جزء من أحداث متراكمة كان يجري العمل عليها منذ أكثر من شهر لإعادة النظر في تعامل المؤسسة الأمنية معها.

اقرأ/ي أيضاً: شهادات مهاجرين لـ "أركان": الرحلة من تركيا لليونان خدعة مأساوية كبرى

وأكد الرجوب بأن حمل السلاح يجب أن يكون فقط مع المؤسسة الأمنية، مطالباً المواطنين بالابتعاد عن أماكن الأنشطة الأمنية وتسهيل عمل رجال الأمن، وفقا لمنظومة القيم التي تربى عليها مجتمعنا حتى تتضافر الجهود في مواجهة كل الظواهر السلبية.

وفيما يلي نص المقابلة:

س) ما الذي تقوم به المؤسسة الأمنية في جنين ؟

ج) المؤسسة الأمنية تمارس دورها ونشاطها المستدام من أجل تعزيز الامن والاستقرار في المحافظة، و تحت عنوان سيادة النظام و القانون، كل الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة الأمنية هي لمحاربة الظواهر السلبية وملاحقة المطلوبين للعدالة،  هذا هو جوهر النشاط الأمني المستدام الذي تقوم به المؤسسة الأمنية.

س) لماذا تصاعد النشاط في هذه الفترة وأسبابه؟

ج) هناك أسباب لها علاقة بتزايد الظواهر السلبية، وأيضا الأصوات من قبل المواطنين المطالبة بالأمن والاستقرار، المواطن الجنيني بدأ يتحدث بصوت عال ويطالب بشكل واضح وصريح وعلني بضرورة تعزيز حالة الأمن والاستقرار وأن تأخذ المؤسسة الأمنية دورها وملاحقة كل هذه الظواهر في حفظ كرامة المواطن وحقه وممتلكاته، وبالتالي الأمن والاستقرار وحمل السلاح هو حكر على المؤسسة الأمنية وحكر على السلطة.

ليس من المعقول أن يكون هناك حالات إطلاق نار متزايدة يوميا في المحافظة وتعريض حياة المواطنين وممتلكاتهم للخطر، وبالتالي اصبح لا بد علينا من ان نعزز من هذه الأنشطة ونقوم بدورنا كمؤسسة أمنية من أجل مصلحة المواطن.

س) هل أن التراخي من قبل المؤسسة الأمنية أو تأخير في ضبط الأمور حتى وصلت الأمور الى هذا الحد؟

ج) أنا أعتقد أن حال محافظة جنين ليس أكثر سوءًا من حال بعض المحافظات الأخرى، وفي السابق كان هناك العديد من الظروف التي حالت دون أن تقوم المؤسسة الأمنية بدورها بشكل كامل، منها جائحة كورونا على سبيل المثال وكذلك بعض الإجراءات الميدانية المتعلقة بحقوق الناس مثل الانتخابات، وكل هذه الأمور، و كنا نعتقد أنه لا بد من أن يكون هناك حالة من الرضى عند المواطن لكي نعطيه فرصته للقيام بواجبه في الانتخابات.

بالتأكيد هذا الأمر أحدث تراكمات سلبية في المجتمع الفلسطيني ولكن هذه التراكمات تجاوزت الخطوط الحمر وعلينا الآن أخذ زمام المبادرة والبدء بتنفيذ أنشطة أمنية مستدامة ما أجل التعزيز حالة الأمن والاستقرار في البلد.

س) ما رأيكم فيما تحدثت به الصحافة الإسرائيلية عن ان جنازة وصفي قبها القيادي في حماس وخروج مسلحين بأعداد كبيرة هي السبب؟

ج) لا هذا كلام غير دقيق وغير صحيح والذي حدث في جنازة وصفي هو تجاوز للقانون وخروج عن الأعراف المتبعة في مجتمعنا أن يكون هناك تنظيم مسلحا في مسيرة لأحد قادته في جنازة هذا أمر فيه تجاوز للقانون ولكن لم يكن هو السبب وهذا الأمر كان منذ أكثر من شهر وهناك تواصل مع المؤسسة الأمنية والقيادة السياسية على أن حال المحافظة بحاجة لإعادة نظر في كل اجراءاتنا في الميدان، وبالتالي موضوع وصفي قبها لم يكن الا حادثا من الحوادث المتراكمة التي كانت في المحافظة، وأنا لا اذهب في هذا الأمر كمؤسسة امنية لا نذهب باتجاه ما يتحدث به الاعلام الإسرائيلي وهو لا يحدد لنا بوصلة العمل وليس هو الذي يعبر عن وجهة نظر القيادة السياسية الفلسطينية .

س) هل تتوقعون تعطيل إسرائيلي للنشاط الأمني سواء اقتحامات للاحتلال للمناطق الفلسطينية او غيرها من الاجراءات ؟

ج) نحن نتوقع من إسرائيل كقوة احتلال كل شيء ولنا تجربة وخبرة طويلة في هذا المجال، في السابق كانت لهم تدخلات ومنغصات دائما تحول دون ان تقوم المؤسسة الأمنية بأنشطتها بشكل كامل، ولكن نحن يجب ان لا نعول على ما تقوم به إسرائيل لأنها سلطة احتلال ويجب ان نركز جهدنا على توحيد الجهود ومواقفنا ولغتنا الخطابية في مخاطبة مجتمعنا الفلسطيني وان يكون شعارنا سيادة النظام والقانون على الجميع، وبالتأكيد هذا امر نحن لسنا بحاجة الى ان نرتكز في توجهاتنا لا للإعلام الإسرائيلي ولا لما يقوم به جيش الاحتلال على الأرض.

مطلوب منا أن ننفذ القانون بقدر ما نستطيع والمنغصات الإسرائيلية يجب ان تكون رسالة لنا جميعا، المواطن ورجل الأمن الفلسطيني وللسلطة أن الاحتلال يريد أن تبقى الأمور في حالة تراجع ويريد أن يقدم السلطة الفلسطينية للمجتمع على أنها سلطة ضعيفة غير قادرة على أن تقوم بواجباتها تجاه مواطنها، وبالتالي نحن علينا أن نسلك سلوكا معاكسا تماما لإرادة الاحتلال وأن نثبت للمواطن على أننا قادرون على متابعة كل ما له علاقة بالظواهر السلبية ونطبق القانون على الجميع.

هناك نشاط مستدام وهناك نتائج ولكن في توجهاتنا كمؤسسة أمنية بالتأكيد لا يمكن ان تجلب جرافات تقوم بهدم مباني ولا يمكن أن تؤذي المواطن الفلسطيني، الجهد المبذول من اجل ترسيخ النظام والقانون قد يأخذ معنا فترات طويلة لأننا لا نريد أن نلحق الأذى بمواطننا الفلسطيني، ولا نريد نلحق الأذى بمن ليس له علاقة بالخروج عن القانون بالتأكيد حن سلوكنا وتعاطينا مع مواطننا الفلسطيني عكس سلوك الاحتلال الذي يقتل ويدمر ويحقق نتائج سريعة لأنه لا يأبه بالدم ولا المواطن الفلسطيني، وهو معني ان يثبت عكس كل التوجهات الفلسطينية.

وبالتالي نحن نمارس نشاطا مستداما ليس لمرة واحدة وهذا قد يأخذ معنا وقت أطول لأننا نريد أن نحافظ على كرامة مواطننا.

أتوجه الى مواطننا الفلسطيني بأن يبتعد عن مناطق النشاط الأمني وأن يكون هناك تضافر للجهود لإزالة الظواهر السلبية المؤثرة على المواطن، بالتالي الجهد الذي تبذله المؤسسة الأمنية يستحق التقدير والاحترام من مواطننا وان لا يتطاول او يعتدي على رجل الأمن ويترك له الفرصة ليقوم بما يجب ان يقوم به من اجل مصلحة المواطن.

ونحن نعول على المواطن ومنظومة القيم الفلسطينية في مجتمعنا حتى يتمكن رجل الامن والمؤسسة الفلسطينية من القيام بواجباتها على أكمل وجه تجاه مجتمعنا.