رأى المحلل العسكري والدفاعي عاموس هرئيل، أن التهديد الإسرائيلي العسكري لإيران للحد من امتلاكها السلاح النووي عقب الصدام بين الدول العظمي وإيران في مفاوضات فيينا الأخيرة، هو بمثابة تهديد بمسدس فارغ من الذخيرة.
وسائل الاعلام الاسرائيلية التي خلقت انطباعا مغايراً للحقيقة حول محادثات فيينا، بأنها ستنتهي بنتيجة سيئة لإسرائيل، التي تقريبا من المؤكد ستهاجم المنشآت النووية الإيرانية لوقف هذه المؤامرة.
فيما الحقيقة التي تجاهلها الإعلام الإسرائيلي هو أن وضع المحادثات حاسم، لكنه غير نهائي (إسرائيل بشكل عام متناقضة حول نتائجها المرغوب فيها). وأن التهديد بالهجوم العسكري لم يعد يثير الانطباع الشديد في العالم، لا سيما بعد كشف الخلافات الداخلية الحادة هنا حول التخلي عن الخيار العسكري ضد إيران في السنوات الاخيرة.
وكشف أن هناك نقاش مهني حاد في أروقة الحكومة الإسرائيلية حول تنفيذ هجوم جوي على إيران، موضحاً أن هكذا خيار ربما كان احتمالية واقعية قبل عقد من الزمن. أما الآن حيث بدأ الجيش الإسرائيلي بتحديث الخطط العملياتية، وستنقضي بضع سنوات قبل أن يتم فحص هذا الأمر بجدية، وحتى عندها ستكون ثمة حاجة لكي يتم بعناية فحص احتمالات النجاح أو المخاطرة بأن يقود الهجوم الى حرب اقليمية، التي ستتعرض فيها الجبهة الداخلية في "إسرائيل" لضرر غير مسبوق من قبل "حزب الله". أي أن المسدس الذي تلوح به "إسرائيل" تقريبا هو فارغ من الذخيرة في هذه الاثناء.
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أن الفترة الزمنية التي انسحبت فيها الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018 وفرض عقوبات اقتصادية على ايران بشكل مخالف للاتفاق، قرب إيران من إمكانية انتاج القنبلة النووية.
وأوضح الكاتب أن الإسرائيليين ينظرون إلى فشل محادثات فيينا يمكن أن يؤدي فيما بعد الى تغيير تدريجي في موقف الادارة الأميركية. إذا تبين للرئيس بايدن أنه لا يستطيع اعادة إيران الى الاتفاق الاصلي، قد يوافق على إعادة النظر في الخيارات الأخرى، وهو ما أكده وزير الحرب بيني غانتس في لقاءاته في نهاية الأسبوع في واشنطن، بأن "إسرائيل" معنية بعقوبات أكثر شدة، إلى جانب إعطاء إشارات أميركية تدل على وجود تهديد عسكري، مثلا، مهاجمة قواعد مليشيات شيعية في أرجاء الشرق الاوسط، مستدركاً أن موقف الادارة الأمريكية حتى الآن يميل إلى الإجابة بالسلب لما يتطلع إليه الإسرائيليون.