رأى المحلل العسكري والدفاعي صحيفة هآرتس العبرية عاموس هرئيل، أن الحكومة الإسرائيلية لا تبحث عن احتلال قطاع غزة بالكامل لردع الفصائل الفلسطينية المسلحة، وإنما تبحث في تحصين نفسها منه، وهو ما يؤكده بناء الجدار العازل على طول الحدود مع قطاع غزة، ورغبة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في بناء جدار مماثل على الحدود الشمالية مع لبنان مطلع العام القادم، بهدف منع احتمالية تسلل فصائل المقاومة في أي معركة قادمة.

وقال المحلل العسكري في مقالٍ له نشرته صحيفة هآرتس العبرية، :" بعد الانتهاء من بناء الجدار الفاصل على الحدود الشمالية مع لبنان، يكون قد اكتمل بناء الجدران في الجنوب والشمال، الأمر الذي يدعو للتساؤل حول ما يستطيع الجيش القيام به إذا نشأ تصعيد على جبهتين في وقت واحد مثل لبنان وغزة، أو ثلاث جبهات بإضافة الضفة الغربية. داعياً الجيش حينها إلى استخدام القوة العسكرية ذات القدرات العالية والمؤكدة لسلاح الجو وشعبة الاستخبارات، وصولاً لاستخدام القوات البرية التي لم تواجه تحديًا مشابهًا منذ عدة عقود.

وأكد هرئيل أن بناء "إسرائيل" الجدار الفاصل على طول الحدود مع غزة، يثبت أنها لا تبحث عن احتلال قطاع غزة بل تحصن نفسها منه، وأنها ستستمر في بناء الأسوار العام المقبل في بناء سياج مع لبنان.

اقرأ/ي أيضاً: كاتب إسرائيلي: القدس تعيش نـظـام "أبارتهايد" يهودي عنيف منذ اليوم الأول لاحتلالها

وأضاف، أن الجدار الذي تم بناؤه على حدود غزة ذو التكلفة المالية المرتفعة جداً، والتي وصلت إلى 3 مليار دولار، كفيل بمنع سلاح حركة حماس بالهجوم على الجيش والبلدات المجاورة للقطاع من خلال التسلل عبر الأنفاق، إضافة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق أرسل خبراء لإسرائيل للاستفادة من خبرات إسرائيل في بناء الجدران، لبناء الجدار الذي أعلن عنه بين الولايات المتحدة والمكسيك لمنع تسلل الأشخاص للولايات المتحدة، لكنه غادر البيت الأبيض قبل إتمام مشروعه.

وأوضح، أن الجدار مع غزة، استغرق بناؤه 3 أعوام ونصف للتنفيذ، ويمتد لمسافة 65 كيلومترًا، واستخدم في بنائه 140.000 طن من الحديد والصلب، بارتفاع 6 أمتار فوق الأرض، وأقيم جدار ضد الأنفاق تحت الأرض تتحفظ المؤسسة الأمنية عن إعطاء تفصيلات عن عمقه، وهو مزود بأجهزة استشعار وكاميرات.

ولفت إلى أن جميع الحكومات الإسرائيلية بغض النظر عن هويتها السياسية، امتنعت بقدر الإمكان عن خوض حرب شاملة ضد غزة، والقيام بمناورة برية واسعة فيها، لتتجنب القطاع واحتلاله بتحصين نفسها ببناء الجدار العازل.