أظهرت الصين نيتها الحقيقية، بعدما أصبح النظام في بكين عاملًا مساعدًا وداعمًا وضامنًا ومدافعًا عن الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وفقًا لتقرير مركز هيرتدج للأبحاث المنشور شارك الرئيس الأمريكي جو بايدن في اجتماع الاستخبارات الأمريكية مع بكين، في محاولة لحمل الصين على إقناع بوتين بوقف حشد قواته على طول الحدود، وبدلًا من كبح جماح موسكو، سلمت الصين مخبأ المعلومات الأمريكية إلى بوتين.
هل يمكن للصين أن تساعد أوروبا؟
يقول نائب رئيس معهد هيرتدج، جيمس جاي كارفانو في تقريره، إنه سيكون من الحماقة أن يتطلع القادة الأوروبيون إلى الصين للحصول على المساعدة، بل عليهم أن يدركوا أن بكين مسرورة بعمل بوتين، وأنه أرادت تنفيذه وإضعاف وزعزعة استقرار وتقسيم أوروبا، مبينًا أن محاولة كبح جماح موسكو هي آخر ما يجب أن يتوقعه الغرب من بكين.
اقرأ أيضاً: أوكرانيا تطالب إسرائيل بمزيد من الدعم
مع ذلك، صرّح الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، مؤخرًا لصحيفة إلموندو الإسبانية بأنه يدعم الوساطة الصينية في الحرب الروسية الأوكرانية، متابعًا: "لا يوجد بديل فنحن لا يمكننا أن نكون وسطاء، ولا يمكن أن تكون الولايات المتحدة أيضًا، لذلك يجب أن تكون الصين هي الوسيطة أنا أثق في ذلك".
هل يمكن أن تتخلى الصين عن روسيا؟
يقف الرئيس الصيني شي جين بينج إلى جانب بوتين فعند اندلاع الأعمال العدائية، أعلنت بكين على الفور أنها لن تنضم إلى العقوبات المالية الغربية ضد موسكو، وامتنعت عن التصويت على قرار الأمم المتحدة الذي يدين الغزو بشدة، وتأمل بكين في امتداد الأزمة الأوكرانية إلى الأمريكيين، ما يجعل الولايات المتحدة غير قادرة على الاهتمام بأوروبا وآسيا في نفس الوقت.
في أول أيام الغزو، وصف وزير الخارجية الصيني وانج يي، العلاقات بين الصين وروسيا بأنها متينة للغاية، وأصدرتا الصين وروسيا بيانًا مشتركًا كررتا فيه الإشارة إلى دعم بكين لموقف موسكو المعارض لتوسع الناتو شرقًا، وعززتا العلاقات في قطاعي المال والطاقة.
الصين تريد إضعاف حلف الناتو
بحسب نائب الرئيس للدراسات القانونية في مركز الأسرة وحقوق الإنسان، ستيفانو جيناريني، تراهن بكين على أن العدوان الروسي على أوكرانيا سيضعف حلف الناتو والعلاقات عبر الأطلسي، وتأمل روسيا والصين في أن يؤدي اعتماد بعض الدول الأوروبية على الغاز الروسي إلى إضعاف الحلف الأطلسي وانقسامه في وقت الأزمات.
من الواضح أن وضع الصين في دور الوسيط لن يؤدي إلا إلى جعل الأمور أسوأ بالنسبة للغرب، فبكين لا تهتم إلا بزيادة ميزتها الجيوسياسية وهذا يمثل مخاطرة بالنسبة للاتحاد الأوروبي قبل كل شيء، من جهتها، عززت روسيا مؤخرًا روابط إمدادات الغاز مع الصين، مما جعلها أقل اعتمادًا على المبيعات الغربية لتغذية اقتصادها.
هل يمكن أن يعزز الناتو استقلال الطاقة؟
يجب على الناتو مواجهة الضغط الجيوسياسي الصيني الروسي، عن طريق تعزيز العلاقات عبر الأطلسي من خلال إعادة تأسيس استقلالية واضحة للطاقة وتقوية حدوده البرية والبحرية وبناء ذراع عسكري أقوى للعدوان الأجنبي لحلف الناتو
وفي هذا السياق، على ألمانيا إعادة فحص علاقاتها مع بكين، عن طريق الإبقاء على الاتفاقية الشاملة للاستثمار بين الاتحاد الأوروبي والصين المثيرة للجدل، كما أن هذا ليس الوقت المناسب لتوسيع العلاقات الاقتصادية. من جانبه، يجب أن يفهم بايدن أن بكين ليست وسيطًا موثوقًا به، لأن لها مصلحة في تقويض العلاقات عبر الأطلسي.