ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، في تقرير لها، أن الفلسطينيين في المناطق المحتلة يعيشون تحت ظروف صعبة وحالة من التعقبات والتنصت والمطاردة والوشاية من قبل جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، بحيث لا يوجد الكثير من الشعوب في العالم يعيشون تحت نظام شمولي ومتشدد جدًّا مثل النظام الذي يوجد في المناطق الفلسطينية المحتلة.
وقالت الصحيفة العبرية في تقرير لها، :" إن آلاف الكاميرات تنتشر في شوارع الضفة الغربية، تُشخص الوجوه ولون الملابس الداخلية، بالإضافة إلى ما يقوم به جنود الاحتلال كل ليلة باقتحام غرف النوم وغرف الأولاد فقط لتصويرهم من أجل وضعها في ألبومات المجرمين التي توجد لدى الاحتلال، بينما إسرائيل ترتعب من تعقبات كورونا المتحور.
وتساءلت الصحيفة في تقريرها، إلى أي درجة يمكن للمجتمع الإسرائيلي أن يكون منافقًا ويحافظ على الضوء الشديد في ديمقراطيته الخيالية والمظلمة كليًّا للنظام الذي تقوده في ساحتها الخلفية.
وأشار إلى أنه إذا كان هناك 400 ألف إسرائيلي جرى إرسالهم بالخطأ إلى الحجر الصحي، فكم هو عدد الفلسطينيين الذين أُرسِلوا إلى السجن بالخطأ على أيدي نفس هذا الجهاز (الشاباك)؟ متسائلاً هل هم 40 ألف أو 400 ألف؟ ومع ذلك فإن رئيسة المحكمة العليا تنام قريرة العين! فلا يمكن بسبب الأمن السماح بفعل كل شيء بهم.
اقرأ/ي أيضاً: نائب إسرائيلي: اتفاق واشنطن مع طهران يعرضنا لخطر وجودي
وتابع، أنه طالما أن هناك تهديدًا وأن هذا من الممكن أن يحدث، عندها فإنه يجب على جميع الديمقراطيين الإسرائيليين أن يستيقظوا للنضال من أجل الدفاع عن حياة ديمقراطيتهم، ولكن الديمقراطي الحقيقي يجب عليه القول الآن: استمروا في تعقُّبنا.. اجعلونا نشعر ولو للحظة بما نفعله منذ سنوات بملايين البشر!
ولفت إلى أن العاصفة التي أثارها الديموقراطيين الإسرائيليين، عندما تساءلوا كيف لجهاز الأمن العام (الشاباك) استخدام أجهزة التتبع لمكافحة كورونا عن طريق وضعها في الحيوانات، وشدد التقرير على ضرورة منع اتخاذ أي خطوة من شأنها أن تحرم العيون الحساسة للحيوانات من النوم، مشيراً إلى ما صرحه البروفيسور مردخاي كرمنيتسر، "أن 400 ألف شخص قد أرسلوا لمدة 1.5 مليون يوم من الحبس الانفرادي دون مبرر".
وأشار إلى أنه بالأمس القريب جرى التصديق على استخدام الشاباك خاصية تتبع المحتمل إصابتهم بمتطور أوميكرون لمدة أيام فقط، وهذا يوضح ويبرز الفارق بين إسرائيل الديموقراطية وإسرائيل الديكتاتورية، فمع أن ملايين الفلسطينيين يستخدمون الوسائل ذاتها لسنوات عديدة ولكن دون توقف، يستخدمونها مع الفلسطينيين في الضفة الغربية التي صارت جزءًا من إسرائيل بسبب كثرة المستوطنات المبنية عليها، وكذلك قطاع غزة، ولكن بدرجة أقل، ولكن في غزة ربما يفضّلون أجهزة التتبع بشكلٍ دائم عن الوضع المزري الذي يعيشون فيه بسبب السياسة الإسرائيلية المتبعة مع القطاع، وخلال التعامل معهم يتم يوميًّا دهس كل ما له علاقة بحقوق الإنسان، لذا من الواضح أن رفض الهيئات الإسرائيلية اتّباع وسيلة التتبع حتى لحاملي متطور أوميكرون، يبرز تلون ونفاق الديمقراطية الإسرائيلية والتقوَى التي تظهرها الأوساط الليبرالية، فيثورون لأجل هذا بينما يتغاضون حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين.