ما كان لأكراد العراق وبالتأكيد علاقةٌ بإجتماع أربيل الذي دعا للتطبيع مع إسرائيل والذي أدّى إلى إستنكارٍ وإداناتٍ عربيةٍ – عراقيةٍ وكرديةٍ أيضاً وحيث أكدت سلطات إقليم كردستان العراقي بإتخاذ عقوبات ضدّ منظّمي هذا "الإجتماع" الذي اقتصر حضوره على عددٍ محدودٍ من الذين لا يمثلون إلّا أنفسهم والذين قد بادر بعضهم إلى التبرُءِ مما صدر عن هذا اللقاء جملةً وتفصيلاً كما يقال!!
وهنا فإنّ المعروف أنّ هناك دولاً عربية قد أبرمت إتفاقيات سلامٍ مع إسرائيل وأنها قد تبادلت السفراء والسفارات مع الدولة الإسرائيلية لكنّ المشكلة بالنسبة لهؤلاء الذين كانوا قد اجتمعوا في إقليم كردستان العراقي أنهم تصرفوا كأفرادٍ لا يمثّلون إلّا أنفسهم وأنه لا يحقُّ لهم أن يقدموا على هذه الخطوة طالما أنها من مسؤولية وصلاحيات الدول المعنية وحيث أنه لا يجوز أن يترك الحبل على الغارب، كما يقال، بالنسبة لأمرٍ لا يزال يعتبر في غاية الخطورة.
اقرأ/ي أيضاً: المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: السلام يتطلب حلاً سياسياً وتفاوضياً متفق عليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين
ثم وحتى بالنسبة للدول التي أبرمت "سلاماً" إضطرارياً مع إسرائيل فإنه لا يحقُّ لمواطنيها أنْ يتصرفوا مع الدولة الإسرائيلية كما يتصرفوا مع دولةٍ عربيةٍ شقيقةٍ ومع دولةٍ صديقةٍ وبخاصةٍ وأنّ الإسرائيليين لا زالوا يرفضون "حلِّ الدولتين" وأنهم خلافاً لكل ما يقال يواصلون تهويد المدينة المقدسة ويواصلون عمليات تهجير الفلسطينيين من القدس الفلسطينية (العربية) والتضييق على موظفي الأقصى واستدعائهم المتواصل للتحقيق وهذا كله يعني أنّ هناك عمليات تهجير جديدة متواصلة وإنّ الهدف هو تهويد هذه المدينة المقدسة.
ولقد كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مؤخراً عن مخططٍ إسرائيليٍّ حكوميٍّ لإدراج مستوطنات الضفة الغربية على لائحة ما يسمى: "الأولوية القومية" وأنّ وزير الأديان الإسرائيلي قد وقّع على مخططاتٍ جديدةٍ لإقامة المزيد من الكُنس اليهودية في هذه المستوطنات ومنحها مزيداً من الدعم الإقتصادي وهذا بالإضافة إلى العديد من المجالس المحلية الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية.
وهكذا فإنّ هذا يعني أنّ عملية السلام التي يجري الحديث عنها هي "كذبةٌ كبرى" وأنه عندما يدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت إلى عدم إنهيار السلطة الوطنية فإنه غير صادقٍ أو أنه لا يريد دولةً فلسطينيةً ويريد أنْ تكون هذه السلطة أقصى ما سيحصل عليه الفلسطينيون وأنه عندما يتحدث الأميركيّون عن "حلّ الدولتين" فربما أنهم غير جادّين .. وأنّ كل هذا الذي يقولونه هو مجرد كلامٍ في كلام!!
بقلم الكاتب: صالح القلاب