كشفت مجموعة من الوثائق، أماطت عنها اللثام صحيفة Haaretz ومعهد أكيفوت لأبحاث الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، عن مذابح ارتُكبت بحق الفلسطينيين خلال حرب عام 1948 التي نتج عنها قيام دولة إسرائيل، وذلك وفق ما ذكره تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، أمس السبت.
فقد تم تسليط الضوء على هذه الاتهامات استناداً إلى رسائل من جنود ومذكرات معاصرة غير منشورة ومحاضر اجتماعات حزبية وسجلات تاريخية أخرى، تفاصيل ثلاث مجازر ارتكبتها القوات الإسرائيلية في قرى الرينة وميرون والبرج.
أدى احتلال منطقة الجليل إلى طرد نصف سكانها الفلسطينيين وفرارهم إلى سوريا والأردن ولبنان.
ظل 120 ألفاً منهم فقط في المنطقة، حيث استمرت المعارك العنيفة بين جيش من المتطوعين يُعرف بجيش الإنقاذ والميليشيات الصهيونية.
تكشف السجلات التاريخية الإسرائيلية وقوع مجزرة راح ضحيتها 14 فلسطينياً في سبتمبر/أيلول عام 1948 في قرية الرينة بمنطقة الجليل قرب الناصرة.
اقرأ/ي أيضاً: كاتب إسرائيلي: القدس تعيش نـظـام "أبارتهايد" يهودي عنيف منذ اليوم الأول لاحتلالها
كما سقطت قرية الرينة في أيدي القوات الإسرائيلية في يوليو/تموز عام 1948. وبحسب صحيفة Haaretz، كان أحد القتلى الفلسطينيين الـ14، ويدعى يوسف التركي، عضواً في تحالف عمال أرض إسرائيل. على أن هذا لم يشفع له.
فقد ألقي القبض على التركي، مع سيدة بدوية وعدة أشخاص آخرين بالقرب من الرينة بتهمة التهريب، ثم قُتل، وفقاً لما كشفت عنه محاضر في الأرشيف الإسرائيلي.
كان الحاج إبراهيم فلسطينياً يعمل في مطبخ عسكري تابع للقوات الإسرائيلية في قرية البرج، التي احتلتها إسرائيل في يوليو/تموز عام 1948 على بعد 15 كيلومتراً شرقي الرملة. واليوم تقف مستوطنة موديعين مكانها.
تكشف وثيقة، كاتبها مجهول، تفاصيل جريمة القتل البشعة التي ارتكبت بحق الحاج إبراهيم "وسيدة مسنة مريضة ورجل وسيدة مسنين آخرين".
إذ أمر جنود الاحتلال الحاج إبراهيم أن يذهب ويجمع الخضار حتى لا يرى ما سيحدث، و"اصطحبوا الثلاثة فلسطينيين إلى منزل منعزل".
جاء في الوثيقة كذلك أنه "بعدها، أطلقوا عليهم قذيفة مضادة للدبابات، لكنها أخطأت هدفها، فألقوا ست قنابل يدوية على المنزل قتلت رجلاً وسيدة مسنين، وقتلوا السيدة المسنة الأخرى بسلاح ناري".
كما ذكرت أيضا أنهم "أحرقوا المنزل ومعه الجثث الثلاث. وحين عاد الحاج إبراهيم مع حارسه قالوا له إن الثلاثة الآخرين نقلوا إلى المستشفى في رام الله، لكنه لم يصدق هذه القصة، وبعد ساعات قليلة قتلوه أيضاً بأربع رصاصات".
تكشفت فظائع أخرى في وثيقة كتبها شموئيل ميكونيس، العضو الشيوعي في مجلس الدولة المؤقت، الذي أصبح الكنيست، يطلب فيها توضيحاً من رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون عن جرائم ارتكبتها ميليشيات الإرغون.
من ضمن هذه الجرائم قتل 35 فلسطينياً بعد رفعهم الراية البيضاء؛ وإجبار مدنيين فلسطينيين بينهم نساء وأطفال على حفر حفرة ثم إلقائهم فيها وقتلهم رمياً بالرصاص؛ واغتصاب فتاة على يد مقاتلي الإرغون؛ وقتل 13 أو 14 طفلاً فلسطينياً كانوا يلعبون بقنابل يدوية.
في الاستجواب البرلماني ذاته، قدم ميكونيس وصفاً مفصلاً لمجزرتين ارتُكبتا خلال يومين في قرية حولا اللبنانية.