أكد الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس العبرية ايلانا همرمان، أن مدينة القدس تعيش نظام "أبرتهايد" يهودي عنيف (تمييز عنصري)، مدعماً موقفه بالأدلة والبراهين لسياسات الحكومات الإسرائيلية في التعامل مع اليهود والفلسطينيين، حيث يمنح المستوطنون امتيازات وتسهيلات كبيرة للسكن في أحياء تم بناؤها على حساب الأراضي الفلسطينية التي جرى تجريفها ومصادرتها في الشطر الشرقي من مدينة القدس، في المقابل يحرم الفلسطيني من أبسط الحقوق ويعيش بشكل مهدد بالطرد، أو هدم منزله.

وقال الكاتب الإسرائيلي:" إن ما يقوم به الفلسطينيون من مواجهات مع الجيش تعتبر لا شيء، مضيفاً أن هؤلاء الفلسطينيون يأتون بشكل فردي بالحجارة والسكاكين وأحيانا مع سلاح ناري، أبناء الجيل الثالث والرابع من أناس ليس لهم أمل، يريدون أن يقتلوا، ومعظمهم يقتلون أو يتم إعدامهم بدم بارد من قبل الجنود الاسرائيليين. بينما أولئك اليهود، يأتون بقوانين وأنظمة تستهدف تضييق أفق عيش الآلاف من الفلسطينيين، وبعد ذلك، باسم هذه القوانين والنظم، يأتون بالجرافات التي ترافقها قوات مسلحة، ويتركون وراءهم دمارا كبيرا وحياة مهدمة، ويخرجون دون أي ضرر، مستعدون وجاهزون للذهاب لعملية قادمة لتنفيذ القانون للسيد الحصري اليهودي. ملخصاً قوله حول ما يجري في القدس، بأن "الحكومات الإسرائيلية تبني لليهود وتهدم للفلسطينيين المقدسيين".

واستعرض الكاتب الإسرائيلي جملة من ما قامت به بلدية القدس لليهود على حساب الفلسطينيين، والتي كان آخرها الإعلان عن إقامة حي جديد في (عطروت)، حيث يخطط لإقامته في منطقة مطار (عطروت) المهمل، على مساحة 1243 دونماً. حسب المخطط فإن الحي السكني الجديد سيشمل آلاف الوحدات السكنية، ومساحة للفنادق، ومساحات للمباني العامة، ومساحات عامة مفتوحة، ومساحات للتجارة والتشغيل. إضافة إلى أن هناك أكثر من 100 عائلة من شرقي القدس تواجه أوامر هدم فورية لبيوتها"، في إشارة لحي سلوان.

وأضاف، أن هناك نحو ألف شخص من سكان الولجة يتعرضون لخطر الطرد من القدس، مشيراً إلى أنه في السنوات الخمس الأخيرة هدمت قوات الاحتلال 30 بيتاً في القرية تقريباً دون مخطط هيكلي في ظل تنفيذ صارم للقانون، حيث تتكدس العائلات في هذه الأثناء أو تغادر. كاشفاً أن انه خلال الشهر الجاري سيتم عقد جلسة في المحكمة الاسرائيلية العليا، يُتوقع أن تبتّ إذا كانت ستسمح بهدم عشرات البيوت الأخرى في المكان".

وشدد على أن هذه الصورة هي الحقيقية لما يجري في مدينة القدس، نظام ابرتهايد عنصري، تمارسه الحكومات الاسرائيلية في التعامل مع اليهود والفلسطينيين، مشيراً إلى أن هذه الأمر بدأت الحكومات في الشروع في تنفيذه منذ اليوم الذي تم فيه احتلال شطرها الشرقي في العام 1967.

ولفت إلى أن الاحتلال عندما هدم حي المغاربة القديم في ليلة واحدة، وبعد مرور 54 سنة على ذلك تم بناء 12 حيّاً يهوديّاً ضخماً على الأراضي الفلسطينية، التي تمت مصادرتها في أعقاب الاحتلال والضم، وأصبح تفسير "القدس الكبرى" من مدخل رام الله وحتى مدخل بيت لحم، على اراضٍ محتلة ليس لها أي علاقة أصلية بمدينة القدس والأماكن المقدسة فيها.

في المقابل، لم تتم إقامة أيّ حيّ للفلسطينيين الذين يشكلون، الآن، 40 في المئة من سكان القدس ومعظمهم، حتى في الأحياء الأكثر ثراء، يعانون من سكن مكتظ ومن غياب بنى تحتية مناسبة، في لمقابل هناك سفر مريح في مستوطنة "رمات شلومو" الفاخر، الذي بني وأخذ يتوسع منذ عشرين سنة، ثم تعلق في اختناقات المرور في حي شعفاط المكتظ الجار، يدل على ذلك حتى الألم.