أرسل أكثر من عشرين نائباً ديمقراطياً من أعضاء مجلس النواب الأمريكي، الإثنين المنصرم ، خطاباً إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، يحثُّون فيه الإدارة الأمريكية على الضغط على الحكومة الإسرائيلية؛ للتراجع عن خططها لبناء مستوطنات في الضفة "E1" الواقعة بين القدس والضفة الغربية.
موقع Middle East Eye البريطاني قال إن النواب الستة والعشرين، بقيادة عضو الكونغرس مارك بوكان الذي زار إسرائيل والضفة الغربية المحتلة مؤخراً، وصفوا الخططَ بأنها "مستوطنات تُنذر بكارثة وخيمة" من شأنها أن تنتهك القانون الدولي وتزيد من إضعاف الاحتمالات الرامية إلى حل الدولتين وإنشاء دولة فلسطينية قابلة للبقاء.
وجاء في خطاب النواب أن "المساعي الأخيرة التي بذلتها الحكومة الإسرائيلية للدفع إلى الموافقة على بناء 3400 وحدة سكنية في المنطقة شديدة الحساسية والمعروفة باسم (إي1)، تخلق تحدياً يتعارض تعارضاً تاماً مع أي حل سلمي دائم للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين"، وأضاف الخطاب: "للعمل على بقاء آفاق للسلام، نحثُّ وزارة الخارجية على بذل ضغوط دبلوماسية لمنع بناء المستوطنات في المنطقة (إي1)".
اقرأ/ي أيضاً: الإحصاء الفلسطيني: المواطنون الذين تعاملوا مع مؤسسات العدالة غير راضين عن أدائهم
من جهة أخرى، وفي حين اعتبرت الإدارات الأمريكية قبل دونالد ترامب أن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة تتعارض مع القانون الدولي، فإن النواب أشاروا إلى أن بناء المستوطنات زاد بنحو 20% خلال رئاسة ترامب.
لطالما عدَّت الإدارات الأمريكية السابقة بناءَ المستوطنات في المنطقة "إي 1″، الواقعة شرق القدس، خطاً أحمر ونقطة لا عودة عنها في الإطاحة بحل الدولتين المحتمل، كما تشمل خطط البناء الإسرائيلية هناك بناء وحدات سكنية لربط مستوطنتي كفار أدوميم ومعاليه أدوميم (أراضٍ في بلدة أبو ديس الفلسطينية ومحاذية لبلدتي أبو ديس والعيزرية) بالمنطقة "ج" الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية بين الضفة الغربية والقدس الشرقية.
كما يقول المعترضون على الخطة إن تنفيذها كاملة يعني تقسيم الضفة الغربية إلى نصفين، وعزل القدس الشرقية عن الكتل السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية، وإجبار الفلسطينيين على اللجوء إلى طرق أطول للسفر من أي مكان إلى آخر، في حين أنها تمنح المستوطنات غير القانونية مزيداً من الفرص للتوسع.
وأشار النواب الأمريكيون إلى أن المنطقة "ممر حيوي لمعيشة الفلسطينيين"، وطلبوا إحاطة جديدة من وزارة الخارجية بشأن جهودها؛ لمنع التقدم في خطط بناء المستوطنات بالمنطقة "إي1" بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول.
يُذكر أن إدارة بايدن وجَّهت، الشهر الماضي، أقوى توبيخ علني لها لسياسة الاستيطان الإسرائيلية، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها "تعارض بشدةٍ التوسع المخطط له في بناء المستوطنات"، في إشارة إلى خطط تقديم أكثر من 3 آلاف منزل، للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
وعلى الرغم من المعارضة الأمريكية، استمرت إسرائيل في خططها بدفع من وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، قائلةً إنها تقدم خطة بناء "متوازنة" وإنها لا تدعم جميع خطط بناء المستوطنات المطروحة على الطاولة.
يُذكر أن عمليات بناء المستوطنات شهدت تسارعاً في السنوات القليلة الماضية، بعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو. وعلى النحو نفسه، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي نفتالي بينيت، وهو رئيس سابق لإحدى جماعات الضغط المؤيدة للمستوطنين، بأن حكومته ستدعم المستوطنات وتُناصر الخطط الرامية إلى ضم وادي الأردن وأجزاء كبيرة من الضفة الغربية.